النوم وظيفة فيزيولوجية لا إرادية تحصل في شكل تلقائي، وهو عصي على كل من يحاول تطويعه، إلى درجة شبّهه الفلاسفة والشعراء بالمرأة الجميلة التي تزداد تمنعاً كلما أظهر الشخص رغبة فيها. إلا أن هناك بعض العادات السيئة التي تؤثر في النوم. وتعتبر عادة النوم وسط الأضواء والأجهزة الحديثة كالتلفزيون والهاتف الخليوي والكومبيوتر والألعاب الإلكترونية، من أهم الأسباب التي تطيّر النوم من العيون، فهذه الأضواء تعمل على تعطيل عمل الساعة البيولوجية في الجسم، ما يجعل خلايا المخ في حيرة من أمرها، فلا تستطيع التمييز بين أوقات النوم وأوقات اليقظة، لهذا يجب أن تكون غرفة النوم مظلمة وخالية من كل مصدر للضوء. والسؤال هو: إذا كان هناك من ينام في الضوء، أو ينام على ضوء خافت، فهل هذا مضر؟ بالطبع إنه مضرّ، فالضوء لا يسبب الأرق فحسب، بل يؤثر في هرمون النوم الميلاتونين. وفي دراسة قام بها الباحث جوشوا جولي من مستشفى النساء وكلية طب جامعة هارفارد، فإن الإضاءة الليلية تقضي على هرمون الميلاتونين الذي تفرزه الغدة الصنوبرية القابعة في قاع الدماغ. وأوضحت الدراسة التي نشرت في مجلة علم الهرمونات والاستقلاب، أن التعرض لضوء باهت أو ضوء الغرفة في الساعات التي تسبق موعد النوم يقصر عمر الميلاتونين بنحو 90 دقيقة. كما أظهرت الدراسة أن الإضاءة خلال النوم تقصّر عمر هذا الهرمون بنسبة 50 في المئة. وفي هذا الإطار، لا بد من التنبه الى وجبة العشاء، فهي تلعب دوراً محورياً في تحديد ما إذ كان الشخص سينام بعمق، وبالتالي في تمضية ليلة هادئة، فالعشاء الثقيل سيجلب معه الأرق حتماً.