تطل مذيعة التلفزيون المصري بثينة كامل عبر قناة «العاصمة» بعد احتجاب دام سنوات. وعرفت كامل الشهرة من خلال برنامج «اعترافات ليلية» الذي قدَّمته عبر الإذاعة، وحقق نجاحاً كبيراً، قبل أن يتوقف، ومن ثم التحقت بالعمل كمذيعة في التلفزيون المصري، وعملت أيضاً لسنوات في «أوربت». وتضمن تعاقدها مع «العاصمة»، استئناف تقديم برنامجها «اعترافات ليلية». وتقول بثينة كامل: «تغمرني السعادة لأنني أعود مرة أخرى لأطل على الجمهور بتشجيع من المشرف على قناة «العاصمة» المهندس أسامة الشيخ الذي أقدره وأحترمه، وأراه شخصاً مدهشاً ومتواضعاً أتعلم منه». وتضيف أنها في «اعترافات ليلية»، لا تحاور ضيفها بوصفه شخصية شهيرة، ولكن كإنسان «أسبر أغواره وأفتش عن مخاوفه وهواجسه». وتؤكد أنها تركز على اختيار النجوم، ومنهم إبراهيم عيسى وزكي فطين عبدالوهاب؛ «لأنني أريد أن أرسخ فكرة البوح الذي يغسل الروح ويعد خطوة أولى لمواجهة الأخطاء، ومن ثم إصلاح النفس». وتذكر كامل أنه من خلال تقديم «اعترافات ليلية»، في ما مضى، «كان بعضهم يقترح عليّ أن أحصل على دراسات في علم النفس، ولكن نصحني أستاذ الطب النفسي يحيى الرخاوي، ألا أفعل ذلك؛ لأنه رأى أنني أتمتع بموهبة فطرية في التعامل مع أزمات البشر». وفي هذا الصدد، تشدد بثينة كامل على أنها قارئة نهمة؛ «أتابع علم النفس المطوَّر من خلال مجلة فرنسية متخصصة، ولديَّ قدرة غريبة على جعل من يجلس أمامي يقر ويعترف. لا أعرف سر ذلك، ولكن أستطيع القول إن الصدق يصل في شكل مباشر. أنا لا أهدف لفضح أحد خلال برنامجي، ولا أجيد العمل سوى بالشغف، فلابد أن أكون شغوفة بما أفعل، وأؤمن أن الصدق هو الرابح فلا ألجأ إلى استخدام الطرق الفضائحية، فقط أريد أن أستخرج من ضيفي كلاماً لم يفصح عنه من قبل، وأمهد لذلك بعقد جلسات معه قبل التصوير». وعن الهجوم الذي تعرضت له نتيجة موافقتها على العمل في قناة «العاصمة»، تقول: «لن أناقش ما يتعلق بمالك القناة لأنني أعمل معه، وأنا إعلامية مسؤولة عمَّا أقدمه، وممنوعة من ممارسة مهنتي منذ أيار (مايو) 2011. كان عملي في التلفزيون المصري ينحصر في قراءة نشرتين فقط شهرياً، وسعيت إلى لإعادة تقديم برنامجي عبر الإذاعة، لكنهم أخبروني أن مسؤولاً لم يذكروا اسمه فرض عليهم ألا يفسحوا المجال لهذا البرنامج بالذات». وتضيف: «حين قدم لي أسامة الشيخ عرض استئناف البرنامج، وافقتُ؛ لأنني لا أبغي سوى أن أبدع وأنفذ أفكاري، كما أنني كنت أفتقد الجزء المهم في تكويني الشخصي وهو التواصل مع الناس». وتستطرد: «أكن إعتزازاً بالغاً لمبنى ماسبيرو فهو المكان الذي تدربت وتعلمت فيه وشهد بدايتي وحققت نجاحي من خلاله. لا يمكن أن أغضب من ماسبيرو، لكنني حزينة لأنني أتركه». وترى بثينة كامل أنه «على المستوى العام والخاص نحتاج لمواجهة الذات بخاصة أن السمة السائدة الآن هي الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر أو التلفزيون ويتبادل الجميع توجيه النصال إلى بعضهم بعضاً، ولا أحد يحاسب نفسه. هذه آفة خطيرة، وإذا كنا طوال الوقت ننتقد السائد في الإعلام، فعلينا حينما يتاح لنا تقديم برنامج أن نقدم شيئاً مختلفاً». وتقول: «أريد أن أكون نموذجاً يحتذى لابنتي وأن أفخر بأعمالي أمامها، فنحن طوال الوقت نشكو انعدام القدوة، وأهم قدوة هي القدوة في المنزل، ولا أريد لابنتي أن تنظر إليّ في شكل يشوبه الخجل يوماً ما». وتكشف كامل أنها ابتعدت عن السياسة بعد فشلها في جمع توكيلات للترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، وكذلك بعد استقالتها من حزب «الدستور». وتقول: «أصبحت أميل إلى الانزواء والابتعاد، عقب كل تجربة عصيبة في ما يشبه استراحة محارب، فالسياسة موجودة ولكن لا أمارسها وأرى أن تغيير العقول رسالة، وقد سنحت لي الفرصة لذلك من خلال برنامجي».