استوحى أربعة طلاب متخصصين في الهندسة المعمارية، من شكل العين، فكرة لإدخال تحديثات على صحن الحرم المكي، وتوفير مساحة للطائفين من كبار السن والمقعدين، موظفين في تصميمهم الهندسي التقنية الحديثة، وإدخال جهاز سير أوتوماتيكي. وقسموا التعديلات إلى قسمين، يختص الأول بإقامة سير متحرك تحت الصحن، يطوف براكبيه حول الكعبة، والقسم الآخر، بناء جسر معلق بين عمودين، فوق الصحن وفي محيط الكعبة، ومن دون أن يؤثر على حركة سير بقية الطائفين حولها. وفاز مشروع الطلاب بالمركز الأول، على مشاريع أخرى مقدمة إلى كلية تصاميم البيئة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، التي بدورها دخلت في منافسة مع جامعات سعودية أخرى في إيجاد أفكار تسهل من طواف كبار السن والمقعدين، أعلنت عنها إمارة مكةالمكرمة. وأرسلت جامعة الملك فهد المشاريع الفائزة لديها إلى إمارة الشرقية، قبل تحويلها إلى إمارة مكةالمكرمة. وشبه الطلاب مشروعهم ب«العين البشرية»، معتبرين «الكعبة المشرفة تمثل بؤبؤ العين، ودائرة الطوافة المنطقة السوداء المحيطة بالبؤبؤ، فيما الأجفان الجسر». وتركز فكرة المشروع على «توصيل خطوط أساسية إلى حدود نهايات الجزء العثماني والسعودي الأول من الحرم الشريف». وروعي في التصميم «تقليل المسافة قدر الإمكان، بالقرب من دائرة الطواف المثالية، بهدف تقليل وقت الطواف وزيادة عدد الطائفين، وأيضاً تقليل الزحام والتعامل معه، وبخاصة في منطقة خط بداية الطواف والمداخل والمخارج في الحرم. كما صممت المداخل والمخارج في الجسر بطريقة تناسب حركة الطائفين من بداية الطواف ونهايته، والتوجه إلى السعي ومخارج الطوارئ. وروعي في التصميم عدم حجبه رؤية الكعبة، إضافة إلى مطابقة الشريعة في جعل الكعبة على يسار الطائفين». وأدخل الطلاب التقنية الحديثة في مشروعهم، عبر «استخدام جزء متحرك ميكانيكياً»، مركزين على «عدم تغيير الطراز، بعدم إزالة القبب أو تغيير الشكل العام للصحن، والإفادة من الشكل الهندسي للحرم ذاته»، فيما جعلوا للجسر فوائد عدة، منها «تظليل الصحن وبخاصة المنطقة الواقعة خارج الدائرة المثالية للطواف، وإمكانية تبريد الصحن بالمراوح والمكيفات، وتحديد مداخل ومخارج الصحن، وتوفير إضاءة إضافية»، وراهنوا على «استخدام مواد سريعة البناء والاستفادة من السقف العثماني». وأوضح الطالب علي العباد، وهو أحد المشاركين في التصميم، أن «إمارة مكةالمكرمة عرضت على الجامعات السعودية مسابقة لتصميم مشروع إقامة مطاف لكبار السن والمقعدين فوق الصحن وتحته، من دون أن يمس في المنطقة الرئيسة فيه، أو يشكل عقبة أمام بقية المعتمرين والحجاج»، مضيفاً أن «طلاب كلية العمارة شاركوا في مشاريع عدة، بعد تقسيمهم إلى مجموعات، وحقق مشروعنا المركز الأول». وذكر أن الأفكار المقدمة «كثيرة، ومن بينها اقتراح بأن يكون المطاف في القبو فقط، أو فوق الصحن، وآخر اقترح تغييراً تاماً للصحن، وبناء واحد جديد كلياً، وضمن تصور معين». واقترح بعضهم «بناء أربع منارات، تتحول إلى صحن فوق الصحن الرئيس». وعمل على تصميم المشروع إضافة إلى العباد كل من: علاء ملكاوي، وعبدالله بشناق، وفراس غيث، وأشرف عليه الدكتور حسن النزهة.