كشفت وزيرة التعليم والثقافة الفنلندية ساني لاسونين ل«الحياة» أن زيارتها الحالية للمملكة تهدف إلى التعريف بالتجربة الفنلندية، وتكوين شراكات تعليمية بين البلدين، تشمل ابتعاث نحو 80 مدرساً سعودياً ستة أشهر، وزيارة مؤسسات علمية وتقنية في المملكة، وتدريب المعلمين لرفع مستوياتهم في اللغة الإنكليزية، ودمجهم في المدارس الفنلندية، للاستفادة من تجربة بلادها والتعرف على بيئتها التعليمة. وأوضحت الوزيرة الفنلندية ل«الحياة»، خلال الحفلة التي أقيمت في مقر السفير الفنلندي بيكا تيلاينين أمس (الثلثاء)، أن الدفعة الأولى تشمل ابتعاث 80 مدرساً سعودياً مدة نصف عام، لإطلاعهم على أسلوب المدرّس الفنلندي، لتطبيق الطريقة نفسها في المدارس السعودية بعد عودتهم، إضافة إلى تشجيع التعاون بين الجامعات في مجال البحوث وزيارات أعضاء هيئة التدريس، والتبادل الطلابي والمعرفي والخبرات. ولفتت إلى أن فنلندا تضم خبراء تربويين قادرين على مد السوق السعودية بتجاربهم وخبراتهم، مبينة أن استمتاع الطالب بما يتعلمه وانعكاسه في حياته العملية من البدهيات، التي يحرصها عليها التعليم الفنلندي، مشيرة إلى أن الوفد المرافق لها يمثل 28 جامعة ومدرسة وشركة تعليمية فنلندية، ما يسمح للطرفين بالتعمق في بحث سبل التعاون. وبيّنت أن التعليم في فنلندا يمتاز، على مستوى العالم، باهتمامه المباشر بمحاور العملية التربوية «الطالب والمعلم والمنهاج»، وأن المراحل الدراسية مجانية، كما أن المعلم الفنلندي يتمتع بمؤهلات علمية وتدريبة مميزة، ولا يشكو من الظروف المادية كما في دول كثيرة من العالم، وأن الجميع يدركون في بلادها أنه «لا نهاية للعلم، والتعليم مفتوح بالتساوي للجميع». وقالت: «على رغم امتلاكنا أنظمة علمية متطورة فإننا نواجه تحديات في الحفاظ على ما حققناه، عبر الاهتمام بكل ما هو جديد في طرق ووسائل التعليم والمناهج، لإدراكنا أن كل جيل يختلف عن سابقه ولاحقه، إضافة إلى تنفيذ عملية تقويم وطني مستمرة للمخرجات التعليمية. وزادت: التعليم الإلكتروني وتطوير برامج التدريب عبر الإنترنت في المؤسسات التعليمية يسمح للأجيال الجديدة بتحقيق أقصى استفادة من التقنية. وتابعت: بحسب النظام التعليمي يجب إتاحة فرص التعليم نفسها لكل المواطنين، بغض النظر عن أصلهم العرقي، كما تقدم فنلندا التعليم المجاني من مرحلة الروضة حتى التعليم العالي، إضافة إلى توفير الكتب الدراسية والوجبات الغذائية للطلاب ووسائل النقل. وأفادت بأنها مطلعة ومتابعة لأنظمة التعليم في السعودية والمنطقة العربية، وما تضمنته «رؤية المملكة 2030» من تطوير لقطاعات التعليم، ما يمكّن بلادها من التعاون في مجال تطوير نظام التعلم الرقمي عبر إدخال تطبيقات تعليمية. وأضافت: ما يميز فنلندا، مقارنة بالسعودية، عدم الكثافة السكانية، إذ لا يتجاوز عدد السكان 5 ملايين نسمة، في حين أن في السعودية أضعاف هذا الرقم. وواصلت: المدرسون هم العمل الأساسي لتحقيق جودة التعليم في أي مجتمع، لذا يراعى في فنلندا مدهم بدورات تطويرية قبل وخلال الخدمة، اضافة إلى حصولهم بالأساس على برنامج ماجستير عالي التنافسية، واكتسابهم مهارات لتعليم الأطفال في المراحل الأولية.