على رغم مطالبة عدد من مشجعي كرة القدم السعودية بخفض عقود اللاعبين التي وصلت إلى أرقام "قياسية"، في ظل أزمة مالية "طاحنة" تعانيها الأندية السعودية بعد ان تجاوزت ديون الأندية السعودية 1.14 بليون ريال، وصل أمس المهاجم البرازيلي لويس غوستافوا دا سيلفا الرياض بعد انضمامه رسمياً إلى نادي الفيصلي، ليلعب في صفوف الفريق الأول. وجاء انضمام المهاجم البرازيلي دا سيلفا (25 سنة)، بعدما فشل النادي في التوصل إلى اتفاق مع مهاجم الهلال البرازيلي التون الميدا، وسيلعب دا سيلفا بدلاً من مواطنه ادريانو الذي تعرض إلى إصابة في الرباط الصليبي قبل بداية الموسم. ويأتي ذلك، في ظل حملة أطلقها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، دشنوا فيها "وسم"# تخفيض-عقود-اللاعبين"، بعدما بلغت أرقاماً مالية وصفت ب"الفلكية" و"غير المبررة" من قبل أحد المغردين، الذي رأى فيها أحد الأسباب الرئيسة في تدهور المستوى الرياضي في الفترة الأخيرة، ليصبح بعدها ارتفاع رواتب اللاعبين خصوصاً في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، حديث الناس، خصوصاً أن عقودهم الباهظة أدت إلى وقوع غالبية الأندية في أزمات مالية كبيرة، اضطرت معها أكبر الأندية في الدوري مثل: الاتحاد، والنصر، والهلال، إلى طلب تمويل مصرفي لسداد مستحقاتها ملايين الدولارات. وقارنت المغردة "هند عبد الله"، بين ما يتقاضاه الجنود الرابطون على الحدود، والذين لا تتعدى رواتبهم 3 آلاف ريال، وبين ما يتقاضاه اللاعبون الذين تتجاوز عقودهم السنوية ملايين الريالات. فيما كتب آخر منتقداً مستوى اللاعبين مدوناً أنه "مع أول عقد ضخم يقل مستواه ويختفي بريقه إلا ما ندر"، مطالباً بتقليص عدد اللاعبين الأجانب قريباً، إنقاذاً للمستوى الرياضي في المملكة. وانتقد أحد المغردين تعاقد مدرب المنتخب السعودي لمدة خمس سنوات بقيمة 280 مليون ريال في الوقت الذي لا يتقاضى فيه مدرب المنتخب العراقي أجراً. واستنكر آخر أن تعادل قيمة العقد السنوي لللاعب أسامة هوساوي الذي يبلغ 8 ملايين ريال، راتب خُمس أعضاء مجلس الشورى (33 عضواً). وتفاعل أحد المغردين معبراً عن سعادته بالهاشتاغ بأنه "من أسعد الأخبار التي سمعتها اليوم". فيما رأت إحدى المغردات أن هذه المبالغ "معقولة بالنسبة إلى إمكان تعرض اللاعب في أي لحظة إلى إصابة قد تنهي مستقبله الكروي". وزادت ديون الأندية السعودية خلال العام الحالي إلى 1.14 بليون ريال، بينما كانت في العام الماضي حوالى 600 ألف ريال فقط، وهو ما أرجعه كثيرون إلى "العشوائية الكبيرة" في الإدارات، اضطرت معه الهيئة العامة للرياضة في المملكة إلى اتخاذ إجراءات عدة للقضاء على هذه الديون خلال خمس سنوات من الآن. وتصدر نادى الاتحاد السعودي الأندية في الديون، بعدما وصلت إلى حوالى 360 مليون ريال، منها 107.4 مليون ريال التزامات قصيرة الأجل، و191.7 مليون ريال طويلة الأجل، فيما بلغت ديون الهلال 137 مليوناً، منها 32.7 مليون التزامات قصيرة الأجل، و137.4 مليون طويلة الأجل. بينما وصلت ديون النصر إلى 265 مليوناً، منها 72.9 مليون التزامات قصيرة الأجل، و192 مليوناً التزامات طويلة الأجل. وبلغت ديون الأهلي 152 مليوناً، منها 83.2 مليون التزامات قصيرة الأجل، و68.7 مليون طويلة الأجل. وأخيراً بلغت ديون نادي الشباب 73 مليوناً، منها 59.3 مليون التزامات قصيرة الأجل، و13.7 مليون التزامات طويلة الأجل. ووضعت هيئة الرياضة إجراءات خاصة بالقضاء على مديونية الأندية، منها منع الأندية التي تحتل المرتبة الأولى وحتى الخامسة في الدوري خلال المواسم الأربعة الأخيرة من تسجيل اللاعبين السعوديين في حال وصلت مديونياتها إلى مبلغ 40 مليون ريال. اما إذا تجاوزت المديونية 50 مليون ريال فسيتم منعها من تسجيل اللاعبين الأجانب. بينما تقرر منع الأندية التي يقع ترتيبها من السادس وحتى العاشر من تسجيل اللاعبين الأجانب إذا وصلت المديونيات إلى 25 مليوناً، بينما ستحرم تلك الأندية من تسجيل اللاعبين السعوديين في حال وصلت المديونيات إلى 15 مليوناً. وستحرم الأندية التي تحتل المراتب من ال11 وحتى ال14 من تسجيل اللاعبين الأجانب إذا بلغت مديونياتهم 15 مليوناً، بينما ستحرم من تسجيل اللاعبين السعوديين إذا وصلت المديونية إلى 5 ملايين ريال.