طالبت المعارضة السورية امس الأممالمتحدة بإجراء «تحقيق سريع» في استخدام الغازات السامة ضد المدنيين قرب دمشق وفي وسط سورية، في وقت أفاد مركز حقوقي بتعرض سكان في بلدة كفرزيتا في الوسط، لحالات من التسمم والاختناق إثر إلقاء الطيران السوري «براميل متفجرة» على البلدة. (للمزيد) وعلمت «الحياة» أن منظمة حظر السلاح الكيماوي لم تتوصل خلال اجتماعها في لاهاي أول من أمس إلى اتفاق في شأن خطة قدمتها الحكومة السورية لتدمير 12 موقعاً كيماوياً وفق برنامج زمني ينتهي في 30 حزيران (يونيو) المقبل، بعدما كان مقرراً إزالة هذه المواقع في منتصف الشهر الماضي. وكان «الائتلاف الوطني السوري» المعارض دعا مجلس الأمن إلى «وضع حد للتجاوزات» التي يمارسها النظام وخرقه التعهدات والتفاهمات التي أبرمها. وأضاف في بيان: «في ظل غياب أي رادع يحول بينه وبين استخدام أسلحة محرمة دولياً، جدّد نظام الأسد في شكل عشوائي استهداف المدنيين بالغازات السامة، إذ لم تمض سوى ساعات قليلة على جريمته الأولى التي استهدفت المدنيين في مدينة حرستا في ريف دمشق، حتى كرر جريمته باستهداف بلدة كفرزيتا شمال حماة، مخلفاً عشرات المصابين بحالات اختناق وتسمم، بينهم أطفال، في تحدٍّ جديد للعالم بأسره ولعهوده وتفاهماته». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» أمس: «قصفت طائرات النظام (أول من أمس) الجمعة كفرزيتا ببراميل متفجرة تسببت بدخان كثيف وروائح أدت إلى حالات تسمم واختناق، نقل أصحابها على الأثر إلى المشافي». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» في بريد إلكتروني بعد ظهر أمس، عن تجدد القصف، مشيرة إلى إلقاء «الطيران الحربي صواريخ تحتوي غازات سامة» على كفرزيتا. وكانت «تنسيقية الثورة السورية» في حماة ذكرت على صفحتها على «فايسبوك»، أن النظام قصف البلدة ب «غاز الكلور»، مشيرة إلى وجود «أكثر من مئة حالة اختناق» وإلى «نقص كبير في المواد الطبية». وبث ناشطون أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» تظهر أطفالاً وشباناً بدا عليهم الإعياء، ويعانون من السعال والاختناق. واتهم التلفزيون الحكومي السوري «تنظيم جبهة النصرة بضرب سائل الكلور السام على بلدة كفرزيتا»، قائلاً إن الهجوم أدى إلى مقتل «اثنين وإصابة أكثر من 100 من أهالي البلدة بحالات اختناق». وفي حلب شمالاً، استمرت المعارك في حي جمعية الزهراء قرب مبنى الاستخبارات الجوية مقر القوات النظامية، ووصفها المرصد بأنها «الأعنف منذ بدء أعمال العنف في حلب والأكثر قرباً من مركز الاستخبارات الجوية». وكانت المعارضة سيطرت قبل يومين على مبنى مجاور. وأشار «المرصد» إلى «حركة نزوح كبيرة لأهالي حي جمعية الزهراء إلى مناطق أخرى» من حلب، وإلى «خسائر بشرية في صفوف الطرفين». وفي دمشق، سقط عدد من قذائف الهاون على أحياء مختلفة في دمشق، بالتزامن مع مقتل شخص وجرح آخرين بانفجار عبوة ناسفة في شارع الثورة وسط العاصمة. كما شن الطيران الحربي أربع غارات جوية على مزارع بلدة رنكوس في منطقة القلمون الاستراتيجية شمال دمشق قرب الحدود اللبنانية، وفق «المرصد»، الذي أشار إلى قصف قوات النظام مناطق في أحياء مدينة حمص المحاصرة من القوات النظامية، وسط إرساله تعزيزات وحديث عن نية النظام اقتحام الأحياء المحاصرة في حمص «عاصمة الثورة» وفق ما يسميها معارضون.