هبط الجنيه الإسترليني إلى أقل مستوى في ثلاثة أعوام مقابل اليورو اليوم (الإثنين)، بعدما ذكرت رئيسة الوزراء تيريزا ماي أن العملية الرسمية للانسحاب من الاتحاد الأوروبي ستنطلق قبل نهاية آذار (مارس) المقبل، ما دفع الأسهم البريطانية إلى الصعود إلى أعلى مستوى في 16 شهراً. ومقابل العملة الأميركية، نزل الإسترليني واحداً في المئة إلى 1.2845 دولار، وهو أقل مستوى منذ تموز (يوليو) مقترباً من أدنى مستوى في 31 عاماً، والذي سجله في السادس من تموز عند 1.2798 دولار بعد أيام من الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوربي في 23 حزيران (يونيو) الماضي. وارتفع مؤشر الأسهم البريطانية واحداً في المئة ليسجل أعلى مستوى منذ حزيران 2015، وسط توقعات بتبني بنك إنكلترا مزيداً من إجراءات التيسير، ما يعزز المعنويات. وقالت ماي لأعضاء حزب «المحافظين» في الاجتماع السنوي للحزب أول من أمس أنها مصممة على المضي قدماً في عملية الانفصال والفوز «باتفاق ملائم»، لتهدئة المخاوف داخل الحزب من احتمال تأجيل الخطوة. وكان وزير المال البريطاني فيليب هاموند قال اليوم أن اقتصاد بلاده سيواجه اضطراباً في حين تتفاوض الحكومة على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وأضاف هاموند ل «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) أنه «لا بد أن نتوقع بعض الاضطراب في الوقت الذي نمضي في عملية التفاوض هذه، وستكون هناك فترة عامين أو ربما أكثر ستشهد جواً من الضبابية بين الشركات في شأن الحال النهائية لعلاقتنا مع الاتحاد الأوروبي، ونريد دعم الاقتصاد خلال تلك الفترة». وأشار هاموند إلى أن هناك خلافات بين الدول الأعضاء في الاتحاد في شأن الموقف الذي ستتبناه إزاء علاقات التجارة بينها وبين بريطانيا في المستقبل. وأردف أن «دولاً كثيرة تقول لنا في شكل خاص أنها تريد علاقات تجارية قوية جداً ومستمرة مع بريطانيا». وقوّم هاموند اقتصاد بلاده بدرجة «ثمانية من عشرة»، بدعم من معدلات التوظيف المرتفعة والنمو القوي، لكنه قال لشبكة «سكاي نيوز» على هامش مؤتمر حزب «المحافظين»، أن بريطانيا تواجه تحديات طويلة الأجل. وذكر أيضاً أن بلاده تخوض عملية الخروج من عضوية الاتحاد في وقت يتسم بالضبابية على المستوى العالمي.