بغداد - أ ف ب - أدى انحسار بعض الألعاب الشعبية والطقوس الرمضانية التي عرفها سكان بغداد منذ عشرات السنين، الى الاستعانة بكرة والمسابقات بين الفرق من مختلف مناطق العاصمة. وتجتمع هذه الفرق التي تضم شباناً من مختلف المناطق مساء كل يوم لتمتد المباريات الى ساعات متأخرة من الليل، واحياناً حتى ساعات فرض حظر التجول التي تبدأ بعد منتصف الليل. وتقام مباريات هذه البطولات في قاعات رياضية مغلقة جلها في جانب الكرخ ، وتحظى بحضور جمهور كبير من عشاق كرة القدم للترفيه عن النفس، بعدما اختفت من مناطقهم الطقوس الرمضانية والالعاب الشعبية مثل لعبة «المحيبس» التي باتت تمارس على نطاق ضيق في مقاه تغلق ابوابها في وقت مبكر بعدما كانت هذه اللعبة بكونها تمتد الى ساعات الصباح الاولى. ويقول عمار طاهر، رئيس القسم الرياضي في صحيفة «الزمان» التي تبنت اقامة احدى هذه البطولات:»ان اقامة هذه المسابقات في الاماسي الرمضانية تندرج في اطار الحرص على اشاعة مفاهيم راقية في التضامن الاجتماعي والتئام شمل الشباب العراقي وزيادة اواصر التقارب بينهم». واضاف أن «لكرة القدم وقعاً وسحراً في تجميع الشباب في مثل هذه البطولات الكروية حيث يلتقي عشرات الشباب وهم يشكلون فرق كرة قدم تأتي من مختلف المناطق في العاصمة كما تهدف الى نشر ثقافة التسامح والمحبة في ما بينهم بعدما كانت تجمعهم سابقاً الالعاب الشعبية والطقوس التي انحسر بعضها». وتابع :»في المباراة النهائية للمسابقة التقى فريقان احدهما يمثل مدينة الصدر والآخر يمثل فريق الاعظمية وهذا شيء جميل عندما تنتصر كرة القدم لهؤلاء الشباب وتجمعهم في ملعب واحد وتنشر بينهم مضامين الوعي والانسجام الحياتي». ويرى سعد حسين المشرف على فريق الكرخ ان «بطولات كرة القدم للفرق الشعبية التي تمثل مناطق العاصمة تشكل فرصة متميزة لاستعادة ذكريات الزمن الجميل عندما كان العراقيون يجتمعون مساء كل يوم وسط طقوس رمضانية يمارسون الالعاب الشعبية الشهيرة في هذا الشهر قبل ان تنحسر». واضاف: «اخذ الشباب يعوضون ذلك هذه الايام بممارسة كرة القدم واقامة مسابقات تمتد لساعات متأخرة من الليل». واضاف:»في السابق كانت هناك فرق شعبية تمارس لعبة المحيبس تمثل مناطق العاصمة اما الآن فإن كرة القدم اخذت تمثل هذه المناطق وهي تحقق أغراضاً ابرزها ادامة التقارب بين الشباب وترسيخ مفاهيم التضامن وحماية اللحمة الوطنية وتدعيم روح التضامن». بدوره، قال الاعلامي مسؤول هيئة تطوير الرياضة في منطقة الشعلة في جانب الكرخ:»يفترض ان نبحث عن فرص يجتمع خلالها الشباب من مختلف المناطق وليس هناك افضل من كرة القدم واكثرها وسيلة ساحرة ليجتمعوا فيها بعدما كانوا يجتمعون اثناء ممارسة تقاليد رمضانية». واضاف ان»التجمع لم يقتصر على اللاعبين فقط وانما يشمل جمهور هذه الفرق التي تأتي لمؤازرتها، فإقامة مثل هذه المسابقات تكون عاملا داعماً لتجمع الشباب وتدفع لتعزيز الاواصر بينهم مثلما كانت الاجواء الرمضانية سابقاً». وقال رحيم الدراجي لاعب فريق مدينة الصدر عقب المباراة النهائية التي جمعت فريقه مع فريق الاعظمية التي انتهت بفوز الاخير «النتيجة ليست مهمة انما المهم هو المشاعر التي سادت المباراة هذه على نحو خاص وايام البطولة على نحو عام». واضاف «اللاعبون قبلوا بعضهم بعضاً كأنهم من منطقة واحدة، واتفقوا على مواصلة اللقاءات بعد ان تبادلوا الهدايا التذكارية، وهذا هو ابلغ شيء».