فينيارد هيفن (ماساتشوستس) - رويترز، اب، ا ف ب - وُضعت مختلف قطعات الجيش والامن العراقية في حال تأهب قصوى تحسباً من حملة تفجيرات وسيارات ملغومة مع بداية الاسبوع، وقبيل ان يعلن الرئيس باراك اوباما رسمياً الثلثاء انتهاء «حرب السبع سنوات على العراق»، بعدما اصبح يستطيع «رسم مساره بنفسه»، رغم ان انسحاب القوات الاميركية المقاتلة من الاراضي العراقية نفذ قبل تشكيل حكومة واستمرار الهجمات الارهابية وعدم استكمال بناء قوات الجيش والامن بما يمكنها من مواجهة اعمال عدوانية في الداخل او قدرتها على التصدي لاي عدوان خارجي. واعلنت في العراق تعبئة قصوى واستنفار للقوى المسلحة تحسباً من اسبوع دموي. وقال رئيس الوزراء العراقي، في بيان اذاعته اجهزة الاعلام الرسمية: «امرنا اجهزة الجيش والامن كافة بالاستعداد لهجمات ارهابية (القاعدة) مع تسلمنا رسمياً مهام الامن في البلاد». وقال ضابط استخبارات عراقية لوكالة «اسوشيتدبرس» ان عدداً من السيارات المفخخة يقودها انتحاريون دخلوا البلاد لضرب اهداف محددة مع نهاية الشهر الجاري موعد اكتمال انسحاب الاميركيين. وقال اوباما، في خطابه الاذاعي الاسبوعي، ان خفض القوات الاميركية في العراق يعني الوفاء بتعهد قطعه خلال حملة الانتخابات الرئاسية العام 2008. واعلن من جزيرة مارثا فينيارد حيث يمضي عطلة عائلية، ان «الحرب تضع اوزارها»، متعهداً الاعتناء بالقوات التي تعود الى البلاد. وسيخاطب اوباما بلباسه المدني، وخلافاً لما فعله سلفه الرئيس جورج بوش الذي كان اعلن قبل نحو سبع سنوات ونصف السنة انتهاء الحرب على العراق، وهو يرتدي سترة عسكرية من على ظهر حاملة طائرات، الاميركيين والعراقيين والعالم مساء الثلثاء من المكتب البيضاوي في البيت الابيض معلناً بصفته القائد العام ان الولاياتالمتحدة انهت مهمتها القتالية في العراق وستتخذ خطوة مهمة بعدما انتهت مسؤوليتها القتالية. وقال ان قيادة القوات اعادت اكثر من 90 الف جندي منذ ان اصبح رئيساً و»تولى العراقيون المسؤولية الامنية في اجزاء كثيرة من البلاد». واضاف: «ستواصل قواتنا في الشهور المقبلة دعم القوات العراقية وتدريبها ومشاركة العراقيين في مهام مكافحة الارهاب وحماية جهودنا المدنية والعسكرية، لكن الخلاصة هي ان الحرب تضع اوزارها. العراق مثل اي دولة مستقلة ذات سيادة حر في رسم مساره الخاص. وفي نهاية السنة المقبلة ستكون جميع قواتنا عادت الى البلاد». واغتنم اوباما الفرصة لكي يحض الاميركيين على تكريم العسكريين الذين ادوا الخدمة في العراق عبر المشاركة في عملية اطلقها البيت الابيض تحمل اسم «تحية للجنود» عبر مواقع التواصل الاجتماعي «يوتيوب» و»فيسبوك» و»فليكر» او «تويتر». وفي الوقت الذي تبنت «دولة العراق الاسلامية» (القاعدة) المسؤولية عن الهجمات الانتحارية الاربعاء التي التي اودت بأكثر من خمسين شخصاً وادت الى جرح اكثر من 300، أعلن اللواء أحمد أبو رغيف مدير شؤون الشرطة والأمن اعتقال خمسة عراقيين من عناصر التنظيم والعثور على مخبأ ضخم للأسلحة والمتفجرات في منزل غرب الفلوجة. وقال «عثرنا في المخبأ، الذي وجد بعمق ثلاثة أمتار تحت المنزل، على معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات وأسلحة كاتمة للصوت ومواد متفجرة مختلفة ومدافع هاون وأعتدة مختلفة». وفي الجانب السياسي يستأنف طرفا «التحالف الوطني» محادثات جديدة تتناول تسمية مرشح لرئاسة الوزراء، بعد الاتفاق على إعادة النظر في مواقف الطرفين من المرشحين للمنصب. ودعا نواب وسياسيون الى ضرورة تفعيل عمل البرلمان الجديد المنتخب واستئناف جلساته لوقف الخرق الدستوري بتعطيل عمله من جهة، ومناقشة الخلافات التي تعصف بين القوى السياسية الفائزة في الانتخابات داخل قبة البرلمان من جهة ثانية. وقال القيادي في تيار الإصلاح الوطني عضو «الائتلاف الوطني» فالح الفياض ل «الحياة» إن «محادثات جديدة بين الائتلاف الوطني ودولة القانون ستبدأ خلال الأيام القليلة المقبلة تستهدف الإسراع في حسم مرشح توافقي لرئاسة الحكومة بعد رفع الحواجز والخطوط الحمر عن أي مرشح للمنصب داخل التحالف الوطني بمن فيهم المالكي».فيما اكد عضو «ائتلاف دولة القانون» عبد الهادي الحساني ان «الأنباء التي تحدثت عن النية لتقديم مرشح بديل عن المالكي لرئاسة الحكومة الجديدة أمر غير صحيح».