قال رئيس ائتلاف «متحدون» أسامة النجيفي إن أخطاء الحكومة السابقة ونهجها العسكري وراء سقوط الموصل في يد تنظيم «داعش»، مشيراً إلى أن تحريرها يجب أن يكون من سكانها من قوات «الحشد الوطني» والجيش والشرطة ومكافحة الإرهاب. وأضاف أن مشاركة الفصائل الشيعية أو حزب العمال الكردستاني قد تؤدي إلى «اختناقات طائفية وتصفية حساب». وقال الائتلاف في بيان إن النجيفي التقى أمس وفد «المعهد الديموقراطي الوطني للشؤون الدولية» المكوّن من ليزلي كامبل مدير البرامج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، واوغي بوديادييف مدير برنامج الأحزاب السياسية، وانكوتا ابرودان المديرة المقيمة لبرنامج NDI في العراق. وأضاف أنه «تم خلال الاجتماع الذي عقد بين الطرفين استطلاع رؤى وتوقعات وآراء النجيفي في الوضع السياسي والأمني، خصوصاً معركة تحرير الموصل، والوسائل التي يراها مناسبة لعدم عودة الوضع الذي قاد إلى سقوط المدينة في الأساس، فضلاً عن رؤيته لمستقبل المحافظة». وتابع النجيفي خلال البيان، أن «ما حصل في الموصل هو نتيجة لأخطاء ارتكبتها الحكومة المركزية وقادت إلى الاساءة إلى ثاني أكبر محافظة في العراق تضم أربعة ملايين إنسان بكل تنوعاتهم القومية والدينية والمذهبية، وهذه الأخطاء ارتكبت منذ عقود لكنها تفاقمت بعد 2003 ما عزز الشعور لدى المواطنين بوجود نهج طائفي يستهدفهم». واعتبر النجيفي أن «القوات العسكرية في المدينة مارست نهجاً غير مقبول من قبل المواطنين ما أفقد الجيش صفته الوطنية وأساء للثقة التي ينبغي أن تكون قائمة، والسبب هو مجموعة من الممارسات والأساليب التي لا تتفق مع القانون وتتناقض مع الروح الوطنية». وأشار إلى أنه «لذلك انهارت هذه القوات بعد مهاجمتها من مجاميع إرهابية من تنظيم داعش وتركت المدينة لمصير مظلم». وأوضح أن «الإرهابيين مارسوا أبشع أنواع الجرائم ضد الإيزيديين والمسيحيين والأقليات، ثم انسحبت جرائمهم لتطاول مواطني الموصل جميعاً، حيث استشهد عبر عمليات الإعدام عشرة آلاف مواطن بينهم نساء ومواطنون بسطاء وموظفون عاملون في مؤسسات انتخابية ومرشحون للانتخابات، وصحافيون ومنتسبون في الجيش والشرطة أو موظفون في دوائر الدولة، وهذا ما يؤكد أن داعش تنظيم إجرامي لا يعبر عن فئة معينة أو مذهب معين». ولفت النجيفي إلى أن «معركة تحرير نينوى ينبغي أن يُمنح الدور المهم فيها لأبناء المدينة من الحشد الوطني والعشائري، فضلاً عن الجيش والشرطة وقوات مكافحة الإرهاب وبمساعدة البيشمركة والتحالف الدولي، وأبناء المدينة يرفضون مشاركة الحشد الشعبي، أو أية قوة مسلحة غريبة، كي يبعدوا أية اختلاطات قد تؤدي إلى اختناقات طائفية وتصفية حسابات». وأكد على «موضوع النازحين وأهمية العمل من أجل بقاء المواطنين في بيوتهم ومساعدتهم للقوات المحررة بدل حدوث موجات نزوح كبيرة ليست هناك قدرة أو استعدادات حقيقية لاستيعابها»، لافتاً إلى أن «توقيت التحرير شأن عراقي غير مرتبط بأية أجندة أجنبية، فأرواح المواطنين والحفاظ على المدينة أهم من توقيت لا شأن للعراقيين به».