لن تكون مباراة قمة الجولة الرابعة مساء اليوم بين النصر والشباب مباراة ثلاث نقاط فحسب بل هناك حوافز كبيرة يبحث عنها مسيرو الناديين في هذه المرحلة الباكرة من الدوري، فخلاف النقاط الثلاث، التي ستضاف لرصيدهما، إلا أن الفوز قبل فترة التوقف التي سيشهدها دوري زين السعودي نقطة في غاية الأهمية للمرحلة المقبلة، كي تكون فترة الاستعداد للمقبل من الجولات تنعم بحال من الاستقرار والهدوء، وتضمن معها إدارة الناديين وأجهزتهم الفنية ارتفاع الروح المعنوية والثقة لدرجة مثالية. الشباب «يعاني» الإصابات والآسيوية قبل الخوض في الأمور الفنية والتكتيكية لمباراة اليوم بين الشباب ومنافسة النصر لا بد أن نتوقف عند «المعاناة» التي تواجه الشباب قبل مباراة اليوم، سواءً في ابتعاد أكثر من لاعب عن تشكيل الفريق جراء الإصابات المتلاحقة، التي حتماً ستغير كثيراً من نوايا فوساتي التكتيكية لمباراة مهمة كمباراة الليلة، أو في استعداده النهائي لمباراتي الفريق الكوري الجنوبي ضمن دوري أبطال آسيا، ولعل تعرض قلبي الدفاع نايف القاضي، وماجد المرحوم واحتمالية غيابهم عن مباراة اليوم سيكون له أثره السلبي على منطقة الأمان في الفريق، خصوصاً أنهما كانا ضمن التشكيل الأساسي للمباراة الأخيرة أمام الاتفاق، وسيعاني الشباب كذلك من غياب أهم مفاتيح اللعب فيه المتمثلة في القوة الضاربة عبده عطيف وكماتشو، إضافة لغياب ظهير الجنب «النشط» حسن معاذ، لذلك اعتبرنا الغيابات «مؤثرة» و»مربكة» لحسابات أي مدرب مهما يكن. تكامل نصراوي لهذه المباراة أثبتت آخر الاستعدادات داخل الفريق النصراوي بأن الأمور تسير بشكلها الطبيعي، ولا يوجد غيابات تقلق مدرب الفريق زينغا قبل مواجهة الشباب مساء اليوم، وأصبحت جميع الأوراق مهيأة أمام المدرب لرسم منهجيته التكتيكية من دون صعوبات تذكر، خصوصاً وأن نهاية مباراته الماضية أمام التعاون شهدت انتفاضة كبيرة من لاعبيه تمكن خلالها الفريق من تعديل النتيجة والتقدم في المباراة في غضون دقائق، وهو ما يأمله المدرب بأن تبدأ المباراة كما انتهت عليه مباراة بريدة الماضية. التشكيل المتوقع في الناديين الشباب سيدفع بوليد عبدالله وأمامه ثلاثي في عمق الدفاع تفاريس وسند شراحيلي وهادي يحي ويقف زيد المولد وعبدالله شهيل ظهيري جنب «وهميان» على أن يقف ثلاثي في عمق الوسط يتكون من عبدالملك الخيبري وأحمد عطيف وعمر الغامدي، ويتواجد في الهجوم ناصر الشمراني وأوليفير. فيما ستكون قائمة النصر مكونه من عبدالله العنزي وأمامه رباعي في خط الدفاع أحمد الدوخي وجون ماكين ومحمد عيد وعبده برناوي، ويقف في محور الارتكاز الثنائي إبراهيم غالب وبيتري، وفي الوسط الأيمن رزافان وفي الجهة المقابلة عبدالرحمن القحطاني، وأمام الوسط يتمركز الأرجنتيني فيغاروا وأمامه محمد السهلاوي وحيداً في المقدمة. منهجية مختلفة والهدف واحد لعل من خلال التشكيل المتوقع للناديين أن تكون طريقة اللعب مختلفة بشكل كبير، إلا أن الهدف يظل واحداً بالاعتماد على إغلاق المساحات في منتصف الملعب، والمناطق الدفاعية ومن ثم البحث عن خلق فرص للتسجيل، لذلك الشباب اعتمد على إغلاق عمق ملعبه بثلاثي في قلب الدفاعي وثلاثي في عمق الوسط وترك الحرية لظهيري الجنب المولد وشهيل بالقيام بدورين «مزدوجين» دفاعاً وهجوماً وسط الحماية الدفاعية لهم، إضافة لدور خفي ربما ينجح فيه أحمد عطيف أو عمر الغامدي من خلال مفاجأة دفاع النصر والتوغل لمنطقة الجزاء في بعض الدقائق، ويبحث زينغا من خلال هذه المباراة لمحاولة محاصرة الشباب في ملعبه طوال المباراة لبحثه القوي عن استغلال ظروف الغيابات التي يعانيها منافسة، وهو ما قد يحفزه للاستعانة بالقحطاني في الجهة اليسرى ورزفان في الجهة اليمنى لمحاولة الاستفادة من الفراغ الذي ربما يجدانه من خلا لتقدم شهيل والمولد، وإذا ما استعان بالأرجنتيني فيغاروا خلف السهلاوي فهو يمنح توازن لمنطقة الوسط ويدعم حرية التوغل للقحطاني ورزافان، ويتضح من خلال منهجية كل مدرب عزمها على إغلاق المساحات بشكل كبير حفاظاً على توازنهما أثناء المباراة. «انعدام» الحلول الفردية مباراة حذرة وخطرة في الوقت نفسه كان لا بد من وجود فوارق فردية «تفك» أي حذر أو مبالغة دفاعية، وأي رقابة لصيقة لأهم مفاتيح اللعب في الوسط والهجوم، وغياب اللاعبين أصحاب المهارة الفردية، واللاعبين أصحاب مهارة التسديد أو أصحاب مهارة استغلال الكرات الرأسية ربما يلقي بظله على مباراة اليوم، ونلحظ استسلام المهاجمين لواقع المباراة، وتظل الكرة محصورة داخل وسط الملعب، ويتأثر معها رتم المباراة. بدلاء لهم «بصمتهم» من الأمور التي ربما ترجح كفة فريق على آخر هو وجود بدلاء جيدين في الشق الهجومي في كلا الناديين، وتبقى مسألة نجاحهم أو انعدام خطورتهم «محصورة» في اختيار المدربان لوقت التبديل وعلى حساب من، ففي النصر يتواجد سعد الحارثي وريان بلال وخالد الزيلعي وحمود عباس، وفي الشباب يتواجد عبدالعزيز السعران وعبدالعزيز اليوسف وناجي مجرشي وفيصل السلطان وعلي عطيف، وتبدو فرصة مشاركة الحارثي والزيلعي الأكثر، وفي الشباب السعران وناجي مجرشي. احتمالات أخرى من الأمور التي ربما يلجأ لها المدربان زينغا في النصر أو فوساتي بالشباب أن ينتهجوا أسلوباً جديداً يبحثوا من خلاله مفاجأة منافسهم، فمثلاً زينغا ربما يستعين بالبرناوي على حساب محمد عيد ويترك مهمة الظهير الأيسر للخيبري، وقد يستعين بثلاثي في عمق محور الارتكاز رزفان وحمود عباس وإبراهيم غالب ويضع فيغاروا خلف الحارثي والسهلاوي، وفي الجانب الشبابي ربما يلجأ فوساتي لتغيير منهجيته ويعتمد على سند شراحيلي وتفاريس في قلب الدفاع وزيد وشهيل ويعتمد على الخيبري والغامدي كمحوري ارتكاز ويترك لأحمد عطيف التحرك في الجهة اليمني وفهد حمد لليسرى ويبقي على الشمراني وأوليفيرا في الهجوم، كل مثل هذه التدخلات التكتيكية تأتي بحسب ظروف اللاعبين والفريق قبل المباراة ولو بساعات قليلة. عوامل الفوز للفريقين الشباب عليه مهمة صعبة في هذه المباراة نظير النقص الكبير في صفوفه، لذلك متى ما تمكن لاعبوه من قتل رتم المباراة بقدر المستطاع، وسيروا المباراة وفق ما يرغبون ربما مع مرور الوقت يجدوا بعض المساحات في وسط ودفاع النصر، وقد تخدم الفريق الكرات المعاكسة جراء الاندفاع المتوقع من لاعبي النصر وفي وقت باكر من المباراة، معتمدين في ذلك على الحال الفنية غير الجيده التي يعيشها الفريق الشبابي، حتى مع فوزه الأخير أمام الاتفاق، وفي جهة النصر يجب أن تكون «المغامرة» الهجومية حاسمة في تسجيل هدف باكر، يمنح اللاعبون اطمئناناً وتركيزاً أكبر لزيادة الضغط على الفريق الشبابي، وستكون المهمة مضاعفة على محمد عيد(برناوي) وماكين ومحور الارتكاز بيتري لتشديد الرقابة على الشمراني واوليفير في ظل الوضعية الهجومية التي سيكون عليها الفريق النصراوي من أول المباراة. «الهفوة» لها ثمنها مباراة مهمة كمباراة اليوم يصعب معها التعويض، وستكون «الهفوة» مكلفة للفريقين، ولن تكون أفضلية الاستحواذ والسيطرة على الكرة طوال المباراة طريقاً لتحقيق الفوز فقط، فكرة وحيدة ربما تجلب الفوز لأي من الفريقين، لذلك يتوجب على جميع لاعبي الفريقين، بالذات في منطقة الدفاع ومنطقة محور الارتكاز مضاعفة التركيز، والتقليل من الأخطاء بقدر المستطاع، حتى لا يكون هناك أمل من المهاجمين للوصول إلى الشباك.