اجتاز جندي كوري شمالي اليوم (الخميس) مشياً المنطقة المنزوعة السلاح التي تعد من المواقع الأكثر تحصيناً في العالم، منشقاً بذلك عن جيش بلده، وفق ما أعلنت رئاسة أركان الجيوش الكورية الجنوبية. واجتاز الجندي هذه المنطقة المزروعة بالألغام في وسطها الشرقي، ولم يطلق أي عيار ناري. وأوضحت رئاسة الأركان أنه «تم توقيفه وهو يخضع للاستجواب». ومن النادر جداً أن يجازف جنود في اجتياز المنطقة المنزوعة السلاح التي تعتبر آخر الحدود من الحرب الباردة، ويتولى حراستها آلاف الجنود على الجانبين. وحصلت في حزيران (يونيو) 2015، آخر عملية انشقاق معروفة من هذا النوع، عندما توجه جندي شاب كوري شمالي إلى مراكز القوات الكورية الجنوبية في هواشيون، شمال شرقي سيول. وفي نهاية الحرب الكورية (1950-1953)، رسمت الحدود التي يبلغ طولها 248 كلم وتفصل شبه الجزيرة الكورية الى جزأين. وعززت هذه الحدود بالأسلاك الشائكة والأسوار الكهربائية، واقيمت فيها منطقة عازلة يبلغ عرضها أربعة كيلومترات بين البلدين اللذين لم يوقعا بعد معاهدة سلام. ويهرب مئات من الكوريين الشماليين سنوياً من بلادهم. ويقوم القسم الأكبر منهم بذلك من خلال اجتياز الحدود التي تكثر فيها المنافذ مع الصين، قبل الوصول الى كوريا الجنوبية عبر جنوب شرق آسيا. وفي ايلول (سبتمبر) 2013، قتل الجيش الكوري الجنوبي مواطناً كورياً جنوبياً في السابعة والأربعين من عمره لأنه كان يحاول بطريقة سرية العبور الى الشمال من خلال اجتياز نهر ايمجين الذي يعتبر في بعض الأماكن الحدود الغربية بين الشمال والجنوب.