بينما كان لانقطاع التيار الكهربائي أثر في ابتعاد كثير من العائلات العراقية عن متابعة برامج رمضان ومسلسلاته، فإن السياسيين ونواب البرلمان لا يعانون هذه المشكلة... وهم على رغم الانشغال بالمحادثات السياسية والازمات الامنية يجدون الوقت لمتابعة برنامج ما او مسلسل تلفزيوني. «الحياة» توجهت بالسؤال الى بعض الساسة العراقيين حول ما يشاهدونه في رمضان، وكانت للقنوات العراقية، خصوصاً «الشرقية» و «البغدادية» حصة الأسد في متابعاتهم. مسلسل «آخر الملوك» الذي يعرض على شاشة «الشرقية» ويروي قصة الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق الذي اعدم وعائلته بعد قيام ثورة 1958، يحظى باهتمام القيادي الكردي محمود عثمان، فضلاً عن مسلسل «باب الحارة» (تعرضه قناة «ام بي سي1») الذي يجسد الحياة الشامية القديمة. عن هذا الاختيار، يقول عثمان ل «الحياة» ان «آخر الملوك» لفت انتباهه من بين مسلسلات الشهر الكريم، فحرص على متابعته يومياً لأهمية الموضوع، إضافة الى المسلسل السوري «باب الحارة»، كونه متأثراً بالدراما السورية». وعلى رغم ان البرلمان العراقي لم يمارس حتى اليوم مهماته التشريعية والقانونية، إلا ان عدداً من النواب أجمعوا على ان مشكلة تأخير تشكيل الحكومة والحوارات المترتبة عن هذا الموضوع اربكت الحياة الاجتماعية لديهم في رمضان. وتقول النائب ناهدة زيد مانع عن «القائمة العراقية» بسخرية: «ليس لدينا سوى التلفزيون في رمضان لأنه لا يوجد مجلس نواب ولا جلسات حتى اليوم». وتؤكد ان اجمل المسلسلات التي تحرص على مشاهدتها هو «فيلم هندي» الذي يطرح مشكلات الشعب العراقي في شكل كوميدي خفيف من طريق أحداث عراقية يشار اليها بأسلوب الحياة الهندية. وتضيف: «احرص يومياً على متابعة هذا المسلسل بعد الفطور على قناة «الشرقية»، إضافة الى برنامج «خلن بوكا» على قناة «البغدادية»... ولا أنسى متابعتي نشرات الأخبار للوقوف على آخر التطورات الامنية وحوارات تشكيل الحكومة الجديدة». ولم تخل ملاحظات النواب والسياسيين العراقيين ايضاً من انتقادات لبعض ما تقدمه الفضائيات، وفي هذا السياق يقول النائب عن «ائتلاف دولة القانون» عبدالهادي الحساني: «بعض الفضائيات العراقية لم يعالج اي قضية من قضايا المجتمع العراقي... جلّ اهتمامه هو التركيز على القضايا الكوميدية بإطار الفكاهة والسخرية». ويضيف: «انا كسياسي أهتم بالبرامج السياسية، لا سيما برنامج «سحور سياسي» الذي تبثة قناة «البغدادية». فالوقت الذي قد أهدره بمتابعة مسلسل ما، أوفره لخدمة العملية السياسية والوصول بها الى بر الامان». ويرى الحساني ان «برامج ومسلسلات غالبية الفضائيات العربية والعراقية خرجت عن حدود حرمة الشهر وابتعدت من روحانياته وشعائره». في المقابل، يشدد النائب عن «القائمة العراقية» شاكر كتاب على اهمية الحوار في المسلسلات العراقية ووضوح النص ومعالجتها واقع البلد. ويشيد بالمسلسل العراقي «اعلان حالة حب» الذي يعرض على «الشرقية» لأنه جمع تحت سقفه مجموعة من خيرة الفنانين في الوسط الفني العراقي مثل سامي قفطان وجواد الشكرجي وغيرهما... ويشير إلى أن «المسلسل يطرح مشكلة الحب المستحيل الذي دسته الطائفية بين صفوف العراقيين من خلال حب سنّي - شيعي يتحدى ظروف البلد الصعبة».