ركزت «حركة الشباب المجاهدين» الصومالية هجومها الموسع الذي تشنه منذ ثلاثة أيام ضد الحكومة الانتقالية، على قصر الرئاسة في مقديشو والطرق المؤدية إليه، لكن القوات الحكومية تمكنت من صدهم بدعم من دبابات قوات حفظ السلام الأفريقية. وأكد الضابط في الجيش عيسى علي الذي كان يقاتل في الصفوف الأمامية، أن «الشباب» شقوا طريقهم إلى قصر الرئاسة بأعداد كبيرة في وقت متقدم من ليل أول من أمس، لكن القوات الحكومية والأفريقية تمكنت من صدهم بقصف عنيف. وأعلن كلا الطرفين صباح أمس تقدمه وهزيمة الطرف الآخر، لكن لا يمكن التأكد من هذه المعلومات من مصدر مستقل. وقال الناطق العسكري باسم «الشباب» عبدالعزيز أبو مسكاب إن مقاتلي حركته «اخترقوا عدداً من المواقع الدفاعية للحكومة المرتدة والغزاة الصليبيين (القوات الأفريقية) الذين يدعمونها، وقتلنا عدداً كبيراً من جنودهم، والمجاهدون يسيطرون الآن على عدد كبير من مواقعهم. وحكومة المرتدين لم تعد تسيطر سوى على طريق واحد من الطرق الرئيسة الأربعة في مقديشو، وبعون الله سيقطع مقاتلونا هذا الطريق وخطوط إمداد الأعداء». غير أن الناطق باسم القوة الأفريقية الميجور با هوكو باريجي نفى ذلك، وقال: «ما زلنا نسيطر على مواقعنا. لا الحكومة ولا قوة الاتحاد الأفريقي تراجعت وهؤلاء (الشباب) يطلقون رسائل خاطئة في الوقت السيئ... لكنهم لا يستطيعون اختراق مواقعنا. سنصمد بحزم ولا داعي للخوف. نحن نسيطر على الوضع». واندلعت معارك جديدة بالأسلحة الرشاشة فجر أمس على عدد من خطوط التماس في العاصمة، بينما استمر تبادل القصف المدفعي طوال الليل. وقال شهود إن ستة مدنيين على الأقل قتلوا صباح أمس بقذائف هاون سقطت على منازل. وذكرت أجهزة الإسعاف في العاصمة أنها نقلت 18 مصاباً صباح أمس. وتركز القتال خلال الليل في اثنين من الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة، وهما حي هودان وحي واردهيغلري. وتشن «الشباب» التي أعلنت ولاءها لتنظيم «القاعدة» هجوماً واسعاً على العاصمة منذ الاثنين الماضي تحت شعار «القضاء على المرتدين»، قتل خلاله 68 مدنياً على الأقل، بينهم 33 منهم أربعة نواب سقطوا أول من أمس في هجوم انتحاري نفذه أحد عناصر «الشباب» على فندق يؤوي نواباً ومسؤولين. وأثار هجوم «الشباب» إدانات من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والجامعة العربية التي اعتبره أمينها العام عمرو موسى أمس «تطوراً مؤسفاً يشير إلى تصاعد متواصل في أعمال العنف والترويع في الصومال على نحو يرسخ الفوضى والاضطراب كحال دائمة في عموم البلاد»، فيما دعت اثيوبيا الى «القضاء على الشباب ومقاتليها الأجانب الذين ما انفكوا يزرعون الموت والخراب».