تتواصل في إسرائيل الحملة اليمينية على المحاضرين الجامعيين المحسوبين على التيار الليبرالي أو اليساري ومحاضرين عرب المنتقدين ممارسات القمع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين على جانبي "الخط الأخضر". وبعد أسبوع على الكشف عن حملة منظمة "زو أرتسينو" (هذه بلادنا) التي هددت جامعات إسرائيلية بحجب منح عنها من متمولين يهود في أرجاء العالم في حال لم تُقص "محاضرين يساريين متطرفين" من طاقم محاضريها، تظاهر في جامعة حيفا أمس مئات الطلبة اليهود ضد "المحاضرين المناصرين للقضية الفلسطينية الذين يشاركون في تظاهرات ضد الحكومة والجيش الإسرائيلي". ووزع المتظاهرون "قوائم سوداء" بأسماء أكثر من 20 محاضراً، معظمهم يحاضرون في كليتي علم الاجتماع والعلوم السياسية في الجامعة شاركوا في فعاليات احتجاجية على سياسة الحكومة وممارسات الجيش الإسرائيلي. ودعا الطلبة أترابهم إلى مقاطعة هؤلاء المحاضرين وعدم الانضمام إلى الدورات التي يشرفون عليها. وقال أحد المتظاهرين إنه "ينبغي على المحاضرين الذين نددوا بهجوم سلاح البحرية على السفن التركية، أو الذين ينشدون "بلادي، بلادي" بأن يدركوا أن عليهم أن يدفعوا ثمناً". واعتبر الطالب العربي فادي أبو يونس تظاهرة الطلاب اليهود "امتداداً لتفشي الفاشية في الجامعات الإسرائيلية". ورأى في التظاهرة "بداية سافرة وفظة لكم أفواه الآخرين". وأضاف أن المحاضرين الذين يسعون إلى عدم تزوير التاريخ وإظهار الحقيقة والعدالة "يستحقون التهنئة والمباركة". وعقبت جامعة حيفا على التظاهرة بالقول إنها تنظر بخطورة إلى الدعوات لمقاطعة محاضرين وإلى أية محاولة للمساس بالحرية الأكاديمية. واضافت أن نشر قوائم بأسماء محاضرين ودعوات لمقاطعتهم "هي نشاط مرفوض ومكارثي يمكن ان يؤدي إلى نتائج وخيمة وأن يمس بالمجتمع الإسرائيلي بأسره... جامعة حيفا تتبنى التعددية والتعايش والإصغاء للآخر، وهذه هي روح الجامعة التي يشعر بها الطلبة خلال دراستهم فيها، وهم يرفضون بسوادهم الأعظم خطوات ظلامية كهذه". وفي مقابل التحرك اليميني الإسرائيلي الهادف إلى قطع التمويل ومقاطعة المحاضرين الليبراليين واليساريين من إسرائيليين وعرب، كان وصل، في مطلع الشهر الجاري (أغسطس) طلاب إسرائيليون وعرب من جامعة حيفا إلى قمة مون بلان (الصورة)، في جبال الألب الفرنسية، ضمن بعثة من تنظيم "جمعية العيش المشترك" التي يرأسها سويسري، بدعم من بلديات شامونيكس (الفرنسية) وكورمايور (الإيطالية) وحيفا.