"خاتمة الخيانة الزوجية طلاق". انه اختصار ل"دراما" نهاية العلاقة المتوترة ثم القطيعة بين بطل رياضة الغولف الأميركي تايغر وودز وزوجته السويدية ايلين نوردغرين، التي أثرت سلباً عن مسيرته الاحترافية فغاب شهوراً ليتعالج من إدمان الجنس، وعاد إلى المروج الخضر في دورة ماستر أغوستا (نيسان/أبريل) مقدماً أداء باهتاً، وليته لم يعد. الخيانة الزوجية كشفت في أواخر العام الماضي. وبيان مشترك صدر الثلثاء واعلنه محامو الطرفين، وفيه "أكدت ايلين نوردغرين وتايغر وودز طلاقهما" بعد زواج دام ست سنوات. وصدر قرار الطلاق عن محكمة في فلوريدا (جنوب شرقي الولاياتالمتحدة). وقال الزوجان السابقان في البيان "نحن حزينان لانتهاء زواجنا ونتمنى لكل منا الخير في المستقبل". وزادا: "على رغم اننا لم نعد متزوجين الا اننا نبقى والدا طفلين رائعين لطالما كانت سعادتهما مهمة جداً بالنسبة الينا". وأشار البيان الى أن وودز وزوجته السابقة سيتشاطران حضانة طفليهما سام الكسيس (3 سنوات) وتشارلي اكسيل (سنة). وقال محامي ايلين نوردغرين ان اي معلومات حول شروط الطلاق لن تنشر الا ان معلومات صحافية ذكرت ان ايلين ستحصل على 100 الى 500 مليون دولار. وكان تايغر وودز اصبح اول رياضي يجمع البلايين، وقد فاز ببطولة 14 دورة غراند سلام. وقد ادخل المستشفى لفترة قصيرة اثر حادث سير لدى مغادرته منزله في اورلاندو (فلوريدا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وبعد هذا الحادث كشفت معلومات صحافية سلسلة من العلاقات لتي اقامها وودز خلال زواجه مع نادلات وممثلات في أفلام اباحية. "غولف في المدينة" "غولف في المدينة" عبارة أدرجتها الصحافة الأميركية وتداولتها في إطار تناولها اليومي ل"مسلسل" فضائح وودز، مستلهمة عنوان الفيلم "جنس في المدينة". ولأنه تايغر وودز كل شيء يقدّم عنه يضخم، ليأتي بحجم شهرته وثروته. البطل الأغلى دخلاً في العالم (100 مليون دولار سنوياً)، والنجم الذي زاد من شعبية الغولف، هو النموذج والمثال الواعد الذي لا تنجبه الا اميركا الحديثة والمتعددة الأعراق. فلا عجب اذا اثيرت حوله كل هذه الضجة – العاصفة، وعلى الطريقة الأميركية طبعاً. ومثلما أمعنت الماكينة الاعلامية في فبركة صورة البطل وبلورتها، أمعنت أواخر العام المنصرم في تهشيمها كما هشم مقدم سيارته وزجاجها (كاديلاك اسكاليد رباعية الدفع) نتيجة الحادث المشؤوم الذي فتح على وودز "ابواب الجحيم". وطبعاً كان رأس الخيط استهتاره الذي فضح ارتكاباته وضلوعه في فضائح جنسية. فكرّت السبحة وبات "المثال" في وضع لا يُحسد عليه. وما يلخص هذا الموقف الحرج "الشره" الذي كان عليه وودز، اذ أوضحت "مدام ميشال براون" التي كشفت لمحطة "فوكس نيوز" انها كانت تؤمن له شابات، أن نجم الغولف و"نمر" مروجها كان مفرطاً جداً في علاقاته. وقد "خاطر كثيراً وكان لا بدّ أن يُكشف أمره نظراً إلى عدد الشابات اللواتي عاشرهن ووتيرة ذلك". والصورة المطلوبة التي يجب أن يكون عليها البطل هي الشخصية المثالية المشعة والمتألقة، التي تجسّد الرمز المؤثر والملهم للأجيال. وهي طبعاً النظرة الأميركية لهذا البطل المثال في الأداء والنتائج والقيم والتصرف الاخلاقي. فهو يمثل الصورة المستقيمة التي يشترطها أيضاً المواطنون على السياسيين (قادة الأمة)، وكثيراً ما يخيب ظنهم بهم. ويحمل البطل على منكبيه دائماً أثقالاً من المسؤولية والقيم، على غرار حمل "الكادي" مضارب الغولف وسيره خلف اللاعب. والمشكلة في مسألة وودز وورطته، انه بطل القصة من ألفها الى يائها مع انعكاساتها على الصناعة الرياضية الأميركية وتمويلها، وتحديداً الغولف، في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة. حالة قضّت مضاجع شركات الاعلان وشبكات التلفزة، واذا كانت الفضائح تغذّي وسائل الاعلام بالأخبار والنشاط، فان "فضائح" وودز فخخت موازناتها لا بل "فجرتها". هكذا أعرب حينها رعاة ومعلنون ومحطات تلفزة عن انزعاجهم علناً. إذ خشوا أن تطير مئات ملايين الدولارات مخصصة لتمويل دورات الغولف في موسم 2010، وبعض هذه "الثروات" كان مرتبطاً أساساً بمشاركة وودز. و"الخطوة الناقصة" افرضت لاحقاً على وودز (34 سنة) "اجتياز" مسيرة طويلة ليصلح صورته ويستعيد "وقاره واحترامه"، ربما تشبه مسيرته بصبر فوق مروج الغولف سعياً وراء الألقاب التي كدسها. في افتتاحية لمايكل هيلتزيك في صحيفة "لوس انجليس تايمز"، اعتبر أن مهنة تايغر وودز هي لاعب غولف، لكن عمله الأساس هو خلق صورة عامة براقة، وهناك حركة اقتصادية كاملة مرتبطة بشخصه وتصرفاته. انه عالم المحترفين الذي يجذب الرعاة والمعلنين ومصنّعي مضارب الغولف والسيارات ومقتنيات فاخرة كثيرة. وما أورده هيلتزيك يستند إلى وقائع وأرقام، باعتبار أن شركات راعية أعادت النظر في عقودها مع وودز، فمثلا شركة "جيليت" لادوات الحلاقة وهو أحد وجوهها، اوقفت حملاتها الاعلانية التي كان يظهر البطل فيها، ومثلها فعلت ساعات "تاغ هوير" ومشروب الطاقة "غاتوريد". الفضائح في دنيا المشاهير كثيرة، وعالم الرياضة ليس منزهاً عنها. و"خيانة" وودز لعش الزوجية اصابت كثراً من عشاقه وأنصاره في الصميم، وان قلل آخرون من وطأتها مذكرين بارتكابات نجوم رياضيين وأخطائهم، تنوعت بين علاقاتهم الأسرية وتعاطيهم المخدرات أو تناولهم المنشطات أو حتى غشهم في المباريات، أمثال مارادونا وكوبي براينت واندريه أغاسي ... وتييري هنري وتحويره الشهير بيده للكرة في المباراة الحاسمة التي جمعت منتخبي فرنسا وايرلندا، ضمن تصفيات كأس العالم لكرة القدم "جنوب افريقيا 2010". تجاوز وودز المحن مرتين، اذ تخطّى مأساة موت والده ثم اصابته في ركبته التي أبعدت طويلاً. وهو يعاني من دون شك من الطريقة الأميركية في التعاطي مع النجوم، لكنه لا يزال يأمل بنهاية "هوليوودية سعيدة" ينتصر فيها البطل أخيراً مهما كابد من مشقات وعانى من صعاب، فتنتصر الورود على الأشواك. من هنا جاء اعتذاره من الجميع على موقعه الإلكتروني، وطلبه الصفح والمغفرة، حين أعلن ابتعاده فترة غير محددة عن رياضة الغولف وتركيز اهتمامه على أن يكون أفضل كزوج (قبل طلاقه طبعاً) ووالد وشخص. لكن هل يعود "الاسطورة" أفضل؟