تحتفل السعودية بيومها الوطني ال86 وتتذكر اليوم تأسيسها قبل ذلك بعقود على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، وعينها على رؤيتها للمستقبل «2030» وسط تحديات إقليمية ودولية تعصف بالمنطقة، فرضت على البلاد مزيداً من اليقظة والحزم، وتضحيات جمّة في سبيل حماية حدودها وأمن إقليمها الخليجي والعربي. واستذكرت دارة الملك عبدالعزيز، المعنية بالأرشيف التاريخي والوثائقي للمملكة، في المناسبة، اللحظات الأولى لاستعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902 مع رجاله ال63 الذين رافقوه نحو مرابع أجداده، التي استعادها يومئذ، ليؤسس فيها عاصمة الدولة السعودية الثالثة، لكنه لم يتوقف عند الرياض، بل بدأ بها ملحمة توحيد معظم أرض الجزيرة العربية، توَّجها بإعلانه «المملكة العربية السعودية» في 23 أيلول (سبتمبر) 1932. وفي وقت تبادل السعوديون التهاني بيومهم الوطني، جدد المسؤولون التنويه بالإنجازات والتحديات التي تغلبت عليها البلاد في غضون السنوات القليلة الماضية، حتى استطاعت الصمود، قوية مستقرة، تنظر إلى المستقبل بوضوح أكبر، وفق الرؤية التنموية التي أقرها مجلس الوزراء، في 25 نيسان (أبريل) الماضي. (تغطية خاصة بمناسبة اليوم الوطني داخل العدد) وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تعليقاً على الخطوة لمواطنيه: «وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية، وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه، مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته، ومن هذا المنطلق وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا أنموذجاً للعالم على جميع المستويات». وحول يوم توحيد المملكة، قال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، في كلمة له أمس بثتها وكالة الأنباء السعودية: «يستذكر الجميع الدور الريادي لمؤسس هذا الكيان العظيم، رحمه الله، الذي نعيش ثمرة جهوده المباركة في واقعنا الحاضر أمناً، واستقراراً، وتطوراً لوطن يحتل موقع القلب من العالم ويؤثر في أمنه واستقراره بحكم موقعه الاستراتيجي وثقله الروحي ومكانته الاقتصادية التي أهّلته ليكون أحد أقوى اقتصادات العالم وعضو مجموعة ال20 ذات التأثير القوي في اقتصاد العالم وتحديد مساراته والمساهمة في حل إشكالاته». فيما قال ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، في تصريح للمناسبة نفسها: «إن ما تعيشه بلادنا من أمن واستقرار، وما تشهده من تطور وازدهار، وما تزخر به من ثروات وإمكانات وموارد بشرية مؤهلة وما تتمتع به من موقع استراتيجي، يؤهلها لأن تكون في مصاف الأمم»، مضيفاً أن «ذلك كله يستوجب منا شكر المولى عز وجل على كريم فضله ومنّه، ويدعونا إلى المحافظة على مكتسباتنا ومواصلة العمل لتحقيق المزيد من النجاح والإنجازات». إلى ذلك، تلقت السعودية تهاني رؤساء دول وشخصيات عربية وعالمية بمناسبة يومها الوطني. وأعرب شيخ الأزهر أحمد الطيب عن تقديره الكبير لدور المملكة في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، مؤكداً ثقته الكاملة في حكمة وقدرة خادم الحرمين الشريفين على مواصلة جهود التنمية والتقدم والنهوض بالمملكة، مقدراً جهوده في مساندة أشقائه العرب والمسلمين وخدمة قضايا الأمة. ونوّه بعمق العلاقات التاريخية وأواصر الأخوة التي تجمع شعبي مصر والمملكة، داعياً الله أن يحفظ المملكة وقيادتها وشعبها، وأن يمن عليهم بالمزيد من الأمن والاستقرار والرخاء.