أقامت «مؤسسة بشير الجميل» احتفالاً في الذكرى ال 23 لانتخابه أمس في الجامعة اليسوعية، تخلله عرض أفلام عن حياة الجميل ومواقفه. وقدّم الأب يوسف مونس شهادة في بشير الجميل، معتبراً أن وصوله الى «الرئاسة كان تأسيساً لوطن جديد قادم من قيم المدرسة والحزب وحضارة الكنيسة في إنجيل المحبة والاحترام»، ومؤكداً أن «انتخاب بشير كان مشروعاً لقيام وطن الرسالة». وألقى وزير العدل إبراهيم نجار كلمة تحدث فيها عن خصال الجميل «رمز المقاومة اللبنانية، المقاوم الأول للتوطين، ولم يشأ على رغم آلاف الشهداء أن يتنازل عن شبر واحد من هذا الوطن ليكون بديلاً لفلسطين». وقال: «بشير أدرك أن انتخابه رئيساً للبنان أقام الصيغة من بين الأموات وحل الحلم محل الشك وبات لبنان مشروع الدولة ممكناً ومنطق الدولة سيسمو فوق كل منطق فئوي وآني». وأضاف: «اليوم تبدل لاعبون كثر وتبدلت موازين قوى، البعض ينادي بلبنان أولاً لكن نقولها بصراحة لا نزال بحاجة الى مشروع حلم، الى خطاب دولة فالتحدي هو كما كان عشية انتخاب بشير الجميل أن يصبح في مقدورنا بناء دولة أقوى من الدويلات، لا تساوم على كرامتها، لا تنصاع للغير». ثم تحدث نجل الراحل النائب نديم الجميل فأوضح أن «تاريخ 23 آب (أغسطس) 1982 توجت فيه المقاومة اللبنانية إنجازاتها»، سائلاً: «ماذا فعلنا بهذا الانتصار الكبير؟ صحيح أن أعداء قيامة لبنان نجحوا باغتيال البشير جسداً لكن نحن سمحنا لهم أن يغتالوا الحلم». وقال: «أردنا من هذا الاحتفال أن نؤكد أن في تاريخنا انتصارات كثيرة نريد أن نحتفل فيها، وكذلك هو دعوة للتأمل العميق والسؤال لماذا لم يبق من الانتصارات إلا الذكرى؟ ولماذا تدفع الأجيال المتعاقبة أثمان أمور دفع ثمنها قبلهم آباؤهم؟». وأضاف الجميل: «كيف نريد البقاء؟ لا نبقى حين ندمر الساحة المسيحية بحروب عبثية، ولا نبقى حين نضّيع انتصار 23 آب... ويبدو أننا سنضيع إنجازات ثورة الأرز وحلم 14 آذار (مارس) وانتصار انتخابات حزيران (يونيو) 2007». وأضاف: «لا نبقى حين نقبل بأن يكون هناك سلاح بيدين ودولة وبرأسين وجبهة بقيادتين وهكذا نكون نقضي على ال10452 كيلومتراً مربعاً. لا نبقى حين تحصل حادثة العديسة ونخسر 3 شهداء من أجل شجرة وتقطع في اليوم التالي ولا أحد يقول للبنانيين أي الموقفين صحيح. لا نبقى حين لا تحاسب اليد التي اغتالت بشير الجميل والرئيس رينيه معوض والرئيس رفيق الحريري». وأضاف: «ما هو معروض علينا اليوم أو يحاولون فرضه، هو أن التنازل عن المحكمة الدولية وبالتالي العودة الى الطريقة القديمة، طريقة الوصاية والاحتلال حين كانوا يقتلون القتيل ويمشون بجنازته... بينما نحن شعب لا نريد أن ننسى ولن نجعلهم يعودون الى ذلك». وأوضح أن المحكمة الدولية «تخص كل واحد منا، كل واحد يطمح الى دولة حرة وسيدة يسودها الحق والعدالة وتخص الذين استشهدوا والذين سيأتي دورهم إن لم تتحقق العدالة»، معتبراً أن «المحكمة تحمي منتقديها كما ستحمينا». وأضاف: «نحن لا نريد تسييسها لكن من لا يريدها يريد تسييس القتل... هذا الأمر كبير الى درجة حتى لو سعد الحريري وافق ولن يوافق، حتى لو وافق أمين الجميل ولن يوافق، حتى لو سامح وليد جنبلاط ونسي، فنحن لن نقبل بأي مساومة».