ما عاد جديداً القول إن الصيف بات موسم أعراس وأفراح بقدر ما هو موسم سياحة واستجمام حتى بات لهذه المناسبات دورة اقتصادية خاصة تبدأ في حجوزات القاعات وصالات الفنادق والمطاعم وتمر بمحال التجهيزات والورود وايجار السيارات وغيرها من القطاعات التي تشهد بقية العام ركوداً نسبياً. وتشمل هذه الدورة الاقتصادية صناعات الصاغة والالبسة كما تنعش مهناً موسمية كشركات «تنظيم الاعراس» وخدمة المضيفين والحلاقين وتزيين القاعات والمصورين والمخرجين الذين يشرفون على التقاط لحظات الفرح بكل تفاصيلها. أما بعض المجتمعات التي لا تزال متمسكة بتقاليدها فيلعب فيها الاهل والاصدقاء دوراً اساسياً في التحضير لحفلة الزفاف والتخفيف عن كاهل العروسين سواء عبر المساعدة في التحضير للاحتفال او بالمشاركة في تكاليفه. وفي حين تعتبر مجتمعات محافظة ارتفاع سن الزواج «آفة» تدفع الفتيات الى خفض سقف التوقعات والقبول بأي رجل يتقدم لهن لإبعاد شبح العنوسة، إلا أن من شأن تلك الظاهرة ايضاً أن تبقي عدداً غير قليل من الشابات على مقاعد الدراسة الجامعية «للتسلح» بشهادة تفيدهن في وقت المحن الزوجية، كما تمنح الشباب فرصة التفكير ملياً في من ستكون شريكة حياتهم وما توقعاتهم منها وكيف سيواجهون المستقبل معها. وادت الازمة الاقتصادية الى العزوف عن الزواج أو تأجيله في مجتمعات تقع فيها المسؤولية المالية بشكل أساسي على الرجل، لكنها ايضاً ساهمت في جعل المرأة شريكاً في منزل الزوجية ودفعت المحيط الاجتماعي إلى التخلي عن بعض العادات والتقاليد التي تثقل كاهل العروسين من دون ان تعود عليهما بفائدة كبيرة عدا بعض التباهي الظرفي... والديون التي تحتاج سنوات لإيفائها. وثمة وجه آخر للصيف شديد الصلة بمشاريع الزواج وهو عودة شبان مغتربين إلى بلدانهم بحثاً عن «بنت البلد» التي يتفقون معها على أسس وثقافة مشتركة، ويكون هؤلاء غالباً على شيء من البحبوحة المادية التي تغري كثيرات في ظل ارتفاع تكاليف الحياة ومتطلباتها وعدم قدرة الشبان المقيمين على تلبية تلك الحاجات بمفردهم، إلا في حال كانوا متحدرين من عائلات ميسورة تتكفل بمصاريف العرس وتجهيز منزل الزوجية. وتقبل الفتيات على الارتباط بهؤلاء الشبان بسرعة خيالية من دون التفكير ملياً في الهجرة وصعوباتها وامكانية التأقلم في بلد غريب بحجة أن الشاب مناسب ومقتدر... أما من لا يوفقها الحظ في اقتناص عريس اليوم فلا يبقى أمامها إلا تأجيل مشاريعها وانتظار «بياع الخواتم» في موسم مقبل! - قائمة «التبرع» تساعد العروسين وتنهك المدعوين لأكثر من فرح! - تنظيم الأعراس «بيزنس» يدر ذهباً في لبنان - الأصدقاء أبطال الزفة العراقية ... والزواج للراشدين فقط! - «عايزة أتجوز» صرخة مصرية تبحث عمّن يسمعها - شباب الاغتراب يعودون صيفاً في رحلة «عروس شوبينغ» - «وثيقة تفاهم» فلسطينية للحدّ من العادات والتقاليد المكلفة - المنظمات الاجتماعية السعودية تحارب العنوسة... والشباب عازفون -