أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أمس، أن بلادها بحاجة إلى «حلول قابلة للتطبيق» لتسريع اندماج اللاجئين في القوة العاملة بعد اجتماعها مع عدد من الشركات الكبرى التي وظفت أقل من 100 لاجئ بعد وصول حوالى مليون منهم إلى البلاد العام الماضي. واستدعت مركل التي تخوض حرباً للدفاع عن مستقبلها السياسي في ما يتعلق بسياسة الباب المفتوح التي تنتهجها رؤساء بعض كبرى الشركات الألمانية إلى برلين ليوضحوا لماذا لا يحركون ساكناً ولتبادل الأفكار بشأن سبل القيام بالمزيد من جانبهم. وتقول شركات ألمانية عديدة إن عدم إتقان اللغة الألمانية وعجز لاجئين كثيرين عن إثبات أي مؤهلات وعدم التيقن بشأن السماح لهم بالبقاء داخل البلاد يكبّل أيديها في المدى القريب. وقالت مركل إنه يمكن إذا دعت الحاجة وضع تدابير خاصة لتسريع إدماج اللاجئين في قوة العمل لكنها أقرت بأن ذلك سيستغرق وقتاً. وقالت مركل: «كثيرون يتلقون دورات الاندماج أو ينتظرون الحصول على واحدة. لذلك اعتقد أننا بحاجة إلى التحلي ببعض الصبر لكن يجب أن نكون مستعدين في أي وقت لتطوير حلول قابلة للتطبيق». وخلص مسح أجرته وكالة «رويترز» للشركات ال30 المدرجة على مؤشر داكس الألماني إلى تعيين 63 لاجئاً فقط، شغل 50 منهم وظائف في شركة البريد الألمانية «دويتشه بوست» التي قالت إنها طبّقت «نهجاً عملياً» واستعانت بالمهاجرين في فرز وتوصيل الخطابات والطرود. وتفضل غالبية الشركات الألمانية بخاصة تلك العاملة في قطاع التصنيع، التوظيف عبر برامج منظمة للتدريب المهني يقومون من خلالها بتدريب الشبان لمدة تصل إلى 4 سنوات لشغل وظائف تتطلب مهارات عالية وأحياناً تخصصية. لكنهم يقولون إن الوافدين الجدد من سورية والعراق وأفغانستان وأماكن أخرى غير مؤهلين بشكل أساسي لهذا التدريب. من جهة أخرى، وقعت مواجهات مساء أول من أمس، بين ناشطين من اليمين المتطرف وطالبي لجوء في مدينة بوتسين (شرق ألمانيا). وتواجَهَ حوالى 80 رجلاً وامرأة ينتمي معظمهم إلى «حركة اليمين المتطرف» وحوالى 20 من طالبي اللجوء، لفظياً ثم جسدياً. وأعلنت الشرطة في بيان أن بعض «العناصر» قالوا إن طالبي اللجوء الذين رشقوا قوات الأمن بالقناني، هم الذين تسببوا بالمواجهات. من جهة أخرى، حذر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر في مقابلة نُشرت أمس، من أن هناك حوالى 235 ألف مهاجر في ليبيا مستعدون للتوجه إلى إيطاليا عندما تسنح لهم الفرصة. وقال كوبلر في المقابلة التي نشرتها صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، إنه «على لوائحنا هناك 235 ألف مهاجر ينتظرون الفرصة المناسبة للتوجه إلى إيطاليا وسيفعلون ذلك». وأضاف كوبلر إن «تعزيز الأمن هو أهم قضية حالياً. إذا كان لدينا جيش قوي وموحد، وليس مشتتاً، فإن مخاطر الإرهاب والإتجار بالبشر ستنتهي». إلى ذلك، كشف البيت الأبيض عن عزمه استقبال 110 آلاف لاجئ العام المقبل فيما تشهد البلاد جدلاً محتدماً حول العدد الأفضل من المهاجرين الذين يمكن استيعابهم. وقبل أسبوع على عقد قمة تستضيفها الأممالمتحدة حول أزمة اللاجئين في العالم، صرح الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست بأن الهدف كان زيادة عدد اللاجئين الوافدين العام المقبل ب30 في المئة. وتشمل هذه الزيادة 40 ألف شخص من الشرق الأوسط، ومن ضمنه سورية، وجنوب آسيا. وقال إرنست: «لا بد أن نتذكر أن الأشخاص الذين سُمح لهم بالقدوم إلى الولاياتالمتحدة بموجب هذا البرنامج أخضِعوا لتدابير تدقيق في خلفياتهم أكثر من أي شخص آخر أتى إلى البلاد». وأضاف: «الرئيس (الأميركي باراك أوباما) يعطي الأمن القومي الأولوية وهذا الأمر يصح بالتأكيد في ما يتعلق بدرس طلبات لاجئين للقدوم إلى الولاياتالمتحدة». إلى ذلك، أعلنت مفوضية الأممالمتحدة للاجئين أمس، أن أكثر من نصف الأطفال والمراهقين اللاجئين في العالم محرومون من التعليم في المدارس أي حوالي 3,7 ملايين طفل. وارتفع في العام 2014 وحده، عدد اللاجئين في سن الدراسة بنسبة 30 في المئة ما يحتم إنشاء 12 ألف صف دراسي كل سنة وإيجاد 20 ألف معلم ومعلمة جدد كل سنة، وفق الأممالمتحدة. في غضون ذلك، يواجه ميناء «بوتسالّو» الصقلّي وضعاً صعباً بسبب احتشاد المهاجرين. وتواصلت حتى ساعات متأخرة من ليل أمس عمليات إنزال 655 مهاجراً أنقذتهم قطع البحرية الإيطالية في مياه المتوسط. ويُتوقّع نقل 250 منهم إلى مقاطعات لومبارديّا وفينيتو (شمال إيطاليا) وأومبريا (وسط)، فيما نُصبت خيام لاستضافة 160 منهم.