نيودلهي – أب، رويترز، أ ف ب - حقق حزب المؤتمر الحاكم في الهند الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء مانموهان سينغ فوزاً ب «غالبية مريحة» في الانتخابات الاشتراعية التي نظمت على ست مراحل، بين نيسان (ابريل) الماضي والشهر الجاري. وحصل الحزب على 250 مقعداً في البرلمان الذي يضم 543 مقعداً, في مقابل 160 للتحالف المعارض بقيادة حزب «بهاراتيا جاناتا» القومي الهندوسي، ما يجعلها افضل نتائج للحزب الحاكم منذ العام 1991. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 60 في المئة، واعتبرت هادئة نسبياً، رغم مقتل 60 شخصاً فيها. واقر حزب «بهاراتيا جاناتا» بأن حزب المؤتمر يملك التفويض الاكبر. وجاء في بيان له: «اذا اراد المؤتمر ان يهنئ بعض قادته في ساعة النصر فيحق له ذلك». اما الحلفاء الشيوعيون السابقون لحزب «المؤتمر»، والذين انسحبوا من الائتلاف الحاكم في تموز (يوليو) الماضي احتجاجاً على توقيع نيودلهي معاهدة نووية مع واشنطن، ففازوا ب 58 مقعداً فقط في معقلهم غرب البنغال، ما يضعف قدرتهم على الامساك بميزان القوى في أي حكومة جديدة. ورغم ان تحالف حزب المؤتمر سيضطر الى التحالف مع قوى سياسية اخرى لتحقيق الغالبية البرلمانية المطلوبة والتي تبلغ 272 مقعداً من اجل تشكيل حكومة، لكن تقدمه الذي فاق التوقعات يمنحه حرية اكبر في التفاوض مع مجموعة واسعة من القوى السياسية لتشكيل الائتلاف خلال أسبوعين. وفور اعلان النتائج، التقى سينغ زعيمة الحزب صونيا غاندي التي أكدت دعمها لتوليه ولاية ثانية، وقالت: «في النهاية يعلم الشعب الهندي ما هو الافضل بالنسبة اليه، وخياراته صائبة دائماً». وتعهد سينغ تشكيل حكومة مستقرة تلتزم مبادئ الأمة وتسعى الى مواصلة نهضتها في كل المجالات، متمنياً انضمام نجل صونيا، راهول غاندي، الى حكومته المقبلة. وخاطب حلفاءه الشيوعيين السابقين قائلاً: «اتوقع ان تدفن كل الاحزاب السياسية العلمانية خلافاتها الماضية، وتتجمع لتأمين حكومة قوية مستقرة، في روح من التضامن». ويجب ان تمنح الحكومة الجديدة اولوية لاجراء اصلاحات ضخمة مثل الخصخصة وتحرير قطاع التأمين، وكذلك لمعالجة مسألة العلاقات مع باكستان المجمدة منذ ان شن متشددون يُعتقد بأنهم يتخذون من باكستان مقراً لهم، هجمات ارهابية في مدينة بومباي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ما اسفر عن مقتل 188 شخصاً. ويتوقع أن تجدد الولاياتالمتحدة دعوتها الهند من اجل تخفيف التوتر مع باكستان، ومساعدتها في فرض الاستقرار في اراضيها التي تواجه تنامي نفوذ المتشددين، ويخوض جيشها حالياً معارك عنيفة ضد مقاتلي حركة «طالبان» في اقليم وادي سوات القبلي (شمال غرب)، ادت الى نزوح حوالى مليون شخص.