مارست الحكومة الفرنسية ضغوطاً جديدة على بريطانيا كي تستأنف مفاوضات الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وذلك قبل يومين من قمة تعقد في براتيسلافا لبحث مستقبل التكتل بعد خروج بريطانيا. وأفاد ستيفان لو فول، الناطق باسم الحكومة الفرنسية، في بيان، بأنه «بالنسبة الى انسحاب بريطانيا، تريد فرنسا أن تبدأ المحادثات قبل نهاية العام أو بداية العام المقبل». وكان وزير بريطاني قال الثلثاء، إن الحكومة لن تفعل المادة 50 وهي الخطوة الرسمية لإطلاق المفاوضات في شأن شروط الانسحاب من الاتحاد، قبل أن تكون الوزارة المنوطة بذلك في كامل استعدادها. في غضون ذلك، دعا رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد الأوروبي، الى الوحدة، وأكد أن الاتحاد سيتجاوز صدمة قرار بريطانيا الانسحاب. وقال يونكر أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ: «نحترم قرار بريطانيا مع إبداء الأسف في الوقت ذاته، لكن الاتحاد الأوروبي ليس مهدداً بوجوده نتيجة هذا القرار». وكشف عن سلسلة إجراءات اقتصادية أو مرتبطة بأمن أوروبا يريدها أن تكون «ملموسة» وتهدف الى توحيد أوروبا المنقسمة، وذلك قبل يومين من قمة لرؤساء دول وحكومات أعضاء الاتحاد الأوروبي ال27، من دون بريطانيا الجمعة في براتيسلافا. واعتبر يونكر أن «هناك انقسامات وخلافات تظهر في بعض الأحيان، ما يعطي مجالاً لصعود الشعبوية، لكن الشعبوية لا تحل المشاكل بل على العكس تأتي بمشاكل». ودعا بريطانيا الى أن تطلب «سريعاً» خروجها من الاتحاد الأوروبي «لوقف الإشاعات والشكوك»، داعياً الى «علاقة ودية» في المستقبل مع لندن «لا يمكن أن تكون فيها السوق الداخلية وحرية التنقل خاضعتين للانتقائية»، بمعنى أن بريطانيا لا يمكنها أن تنتقي مكاسب معينة من الاتحاد تقتصر على الأعضاء. وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، نبه الثلثاء، من أن تجاهل العبرة من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكون «خطأ قاتلاً» بالنسبة الى الاتحاد، في وقت يستعد القادة الأوروبيون لعقد اجتماعهم في سلوفاكيا. وقال يونكر إن على «أوروبا أن تثبت نفسها في شكل أكبر. وهذا الأمر ينطبق في شكل خاص على سياستنا الدفاعية». وأضاف أن الاتحاد يجب أن ينشئ مقر قيادة لتنسيق الجهود من أجل تشكيل قوة عسكرية مشتركة، مضيفاً: «ليست لدينا هيكلية دائمة، ومن دون هذا الأمر، نحن غير قادرين على العمل بفاعلية، يجب أن ننشئ مقر قيادة أوروبياً».