تمددت موجة الاعتراضات والاحتجاجات على انقطاع التيار الكهربائي، ووصلت الى العاصمة بيروت، بعدما شملت خلال المرحلة الماضية على مناطق البقاع والجنوب والشمال والضاحية الجنوبية لبيروت. وتواصلت التحركات الشعبية المترافقة مع اعتصامات وقطع للطرق واشعال للإطارات المطاطية، في ظل عجز الجهات المعنية عن ايجاد معالجات للازمة المتمادية. وليل أول من أمس، قامت مجموعة من المواطنين في بيروت بقطع الطريق في محلة البسطا التحتا - الخندق الغميق وصولا الى بشارة الخوري بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي. ورفض المعترضون التجاوب مع دورية من قوى الأمن الداخلي وصلت الى الطريق المقطوعة وعملت على إعادة فتح الطريق، ما دفع افراد من الدورية الى اطلاق عيارات نارية تحذيرية في الهواء، فهاجمهم المعترضون وحطموا زجاج سيارة الدورية. ولم يهدأ الوضع إلا بعد انتشار الجيش الذي فتح الطريق بعد اكثر من ساعة على اقفالها. وكذلك، قطعت الطرق بالإطارات المشتعلة في البداوي شمالاً، والبوابة الفوقا في صيدا جنوباً، وفي برج البراجنة في الضاحية الجنوبية. وأمس، عقد اهالي بلدة كفر جوز لقاء في النادي الحسيني، جرى خلاله البحث في معاناة الكهرباء والمياه في البلدة وضرورة استبدال محول الكهرباء المعطل، وطالبوا مصلحة المياه في ابار فخر الدين زيادة ساعات تغذية المنازل السكنية في البلدة بالمياه. وتعليقا على أزمة الكهرباء، دعا عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية حسين الموسوي، الحكومة إلى «معالجة سريعة للأضرار الناجمة عن تفاقم أزمة الكهرباء نتيجة القطع المتواصل للتيار عن مختلف المناطق في الضاحية والبقاع والشمال والجنوب»، واصفاً ما يجري ب «التقنين العشوائي وغير المنتظم». ورأى في «لا مبالاة المسؤولين وغياب المعالجات تجاه أزمة الكهرباء أمراً مؤسفاً». وسأل الموسوي: «ألم تتعهد الحكومة في بيانها الوزاري بأن تشكل مظلة أمان للفقراء والمحرومين؟ هل بتنا نعيش انكشافاً اجتماعياً وغذائياً واقتصادياً وكهربياً إلى جانب الانكشافات الخطيرة الأخرى؟»، معتبراً أن «الأزمة الحياتية التي يعانيها أهلنا في لبنان يجب أن تضع الحكومة أمام مسؤولياتها في وضع مخططات إنقاذية تحصن المواطنين من السقوط تحت وطأة الغلاء ومأساة التقنين الكهربائي».