انسحبت آخر وحدة قتالية تابعة للجيش الأميركي من العراق فجر اليوم الخميس، تاركة وراءها 50 ألف جندي سيعمل معظمهم كمدربين للقوات العراقية، وذلك بعد أكثر من 7 سنوات على الغزو الأميركي الذي أطاح بنظام الرئيس الراحل صدام حسين. وذكرت شبكة "ان بي سي" أن الجنود التابعين إلى لواء سترايكر الرابع غادروا العراق عن طريق البرّ إلى الكويت. وكانت الحرب في العراق التي شنها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش وعارضها الرئيس باراك أوباما كجزء من حملته الانتخابية قد أدت إلى مقتل أكثر من 4400 جندي أميركي ورقم غير محدد من العراقيين قدره البعض بعشرات الآلاف. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض فيليب كراولي إن انتهاء العمليات في العراق "لحظة تاريخية" ولكنها لا تشكل انتهاء المهمة في العراق، وأضاف "لدينا التزام بعيد المدى في العراق". وستبقي الولاياتالمتحدة على 6 وحدات في العراق تعمل معظمها في تدريب القوات العراقية، وبموجب اتفاق مع الحكومة العراقية وقع في عهد بوش، ستنسحب كل القوات الأميركية من العراق بحلول 31 كانون الأول'ديسمبر عام 2011. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولاياتالمتحدة ستعمل على ملء الفراغ الذي سيسببه انسحاب قواتها من العراق من خلال إرسال المزيد من المدنيين، ونقل مسؤولية تدريب القوات العراقية إلى وزارة الخارجية التي ستقوم بذلك من خلال متعاقدين، وسيترتب على الدبلوماسيين بغياب الجنود الأميركيين العمل على تخفيف حدة التوتر المذهبي ،و تفادي وقوع أي مواجهة محتملة بين الجيش العراقي والقوات الكردية. وقال مسؤولون أميركيون إن وزارة الخارجية تسعى إلى مضاعفة عدد الحراس الأمنيين ليصل عددهم إلى حوالي 7 آلاف شخص لمواجهة أي تهديد قد يشكله تنظيم القاعدة أو الميلشيات المدعومة من إيران في العراق. و أعرب المسؤولون في البيت الأبيض عن ثقتهم بأن نقل المسؤولية للمدنيين، أي نحو 24 ألف شخص يعملون في السفارة العراقية وغيرها من المواقع الدبلوماسية، سيتم حسب الموعد المحدد.