تنهي نسبة هامة من الشباب والأحداث المتحدرين من عائلات مهاجرة إلى ألمانيا، تقدّر بين 15 و20 في المئة، تعليمها الابتدائي والمهني من دون الحصول على شهادات تسمح لها بدخول سوق العمل. وغالباً ما ينتهي الأمر بهؤلاء إلى الحصول على فرصة للتأهيل المهني إنما من ضمن صف طويل من الانتظار. وبحسب مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة ماريا بومر، ارتفعت في العقود الأخيرة وفي شكل يثير القلق نسبة الأحداث الأجانب غير الحاصلين على الجنسية الألمانية ممن لم ينهوا تحصيلهم المهني. وشددت بومر على ان عدم امتلاك اللغة الألمانية يمثّل أحد أهم العوائق التي تقف أمام تعلم مهنة وبالتالي دخول سوق العمل الألمانية. ونقلت النشرة الاقتصادية الشهرية الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية عن كبير خبراء الاقتصاد في المكتب الفيديرالي للمهاجرين واللاجئين هانس ديتريش فون - لوفلهولتس، تأكيده على أهمية المهاجرين الشباب لمستقبل سوق العمل في ألمانيا. ولفت الخبير إلى ان الاقتصاد الألماني يعاني من استمرار النقص في التحصيل العلمي والمهني لدى هؤلاء. ودعا إلى مبادرات فردية كثيرة مثالية لمساعدة هؤلاء على سدّ النقص لديهم في التحصيل، لكنه لفت إلى ان مساهمتها في دمج المهاجرين الشباب في سوق العمل لا تزال قليلة. وبعد ان دعا القيادات الاقتصادية إلى اعتماد «برامج تعليم خاصة تتناسب مع حاجات المهاجرين وقدراتهم»، طالب 660 ألف رجل أعمال من أصل أجنبي يعملون في البلاد ب «المشاركة في صورة أقوى في هذه العملية». ويعتقد رئيس جمعية العمل الاتحادية المشرفة على مبادرة «مدرسة - اقتصاد» إرنست باومان ان هذا الموضوع «دخل في صورة قوية إلى وجدان المسؤولين والمدربين»، وأن المؤسسات والشركات مستعدة للاستثمار فيه، بعدما تأكدت من الإمكانات التي يمكن ان تتوافر للاقتصاد من خلال تعليم المهاجرين وتدربيهم. وأضاف ان المرء يلمس التزام الشركات بهذا الموضوع في مبادرة «معاهدة التنوع» التي أُطلقت عام 2006، وتشارك فيها حاليا شبكة من 600 شركة وجمعية، كما في مبادرة «حلف التدريب»، التي تؤمّن من خلالها شركات كثيرة دورات تدريب للمبتدئين والتلامذة الذين لم ينهوا تعليمهم. وشدد باومان على أهمية الدعم الفردي للأحداث وإشراك الأهل في مساعدة أولادهم على اختيار المهنة المرغوبة. وبدأت مؤسسة الاقتصاد الألماني «إس دي في» العام الماضي تنفيذ برنامج اسمه «مشروع الشباب» في 10 مدن ألمانية لمساعدة أبناء المهاجرين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، على التعرف خلال سنتين من التحصيل العلمي والمهني على قدراتهم وكفاءاتهم وصقلها، ما يفتح أمامهم آفاقاً وإمكانات في سوق العمل.