قال وزير الداخلية الكويتي الشيخ جابر الخالد الصباح ان الحكومة تعمل لانشاء مجلس للتأهيل والمناصحة لأصحاب الفكر الضال وكل المتورطين في قضايا الإرهاب، يستهدف إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع في الفترة القريبة المقبلة. وشدد على ان الارهاب والمخدرات بين اكثر الاخطار في منطقة الخليج. وقال، في حديث الى «الحياة»، ان بلاده بدأت تبحث الآن في الآليات المقترحة لإنشاء المجلس على غرار مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة، في الرياض، الذي حقق نجاحات كبيرة في تنقية الأفكار الخاطئة من ذهن الشباب وتصحيح وضعهم، ليكونوا صالحين في مجتمعهم. واضاف: «ان السعودية ممثلة في وزارة الداخلية، وفي مقدمها الأمير نايف بن عبدالعزيز، حققت نجاحات كبيرة في الفترة الماضية في الحرب على الإرهاب، التي جنبت المملكة الكثير من المخاطر التي كانت تتعرض لها، حتى انها استطاعت أن تقضي على الخلايا الإرهابية، وحصرها في زوايا بسيطة». وعن التعاون الأمني بين دول الخليج، قال وزير الداخلية الكويتي: «هناك تنسيق كبير ومشترك بين جميع دول المجلس، وعلى مستوى قطاعات الأمن جميعها، ولا يوجد تساهل في أي أمر، ان دول الخليج استطاعت أن تقضي على عدد كبير من الخلايا الإرهابية، كما أنها كشفت زيف الكثير منها، وخير دليل على ذلك الجهود السعودية في كشف الكثير من الخلايا، التي كانت تستهدف زعزعة الأمن فيها وفي الدول المجاورة لها». وقال الوزير الكويتي إن هناك عدواً آخر يواجه دول المجلس، ولا يزيد خطورة على خطورة الإرهاب، هو المخدرات التي تأتي في المرحلة الثانية، وهناك تنسيق خليجي عال لمحاربة هذه الآفة والتصدي لها قبل تهريبها إلى دولنا مهما كانت أشكالها. واضاف: «إلى الآن نستطيع القول اننا ضيقنا الخناق في دول المجلس على تجار هذه الآفة، وهم تجار قتلة البشر، إن جاز التعبير، الذين يريدون قتل طاقات شبابنا الخليجي بهذه السموم». وتابع: «كذلك محاولات الاستغلال التي تتعرض لها دول الخليج في عمليات غسل الأموال، ومع ذلك فإن وزارات الداخلية تتصدى لها بكل حزم، لأنها تعتبر دول ارتكاز، وأيضاً التوجه لضبط وبحزم المتاجرة في الأيدي العاملة». وأكد أن «النتائج الأخيرة لجهود سلطات الأمن في دول الخليج على مدى السنوات الأخيرة كانت تحمل نتائج إيجابية ومهمة في مكافحة التهريب بشتى أنواعه، سواء كان تهريب البشر أو السلاح أو الممنوعات بشكل عام، ونحن نشعر بالفخر لانخفاض هذه النسب». وحول إعلان حال الاستنفار الأمني في دول الخليج، بعد الخلايا الإرهابية التي كُشفت خلال الفترة الأخيرة، خصوصاً بعد إعلان السلطات البحرينية ضبط خلية تستهدف أمن الخليج، قال: «الأمن في الخليج دوماً في حال استنفار مستمر، وسبق أن قلت في حديث سابق، اننا سنصل للخلايا الإرهابية في الخليج، ونوقظها قبل أن تستيقظ، وان وزراء الداخلية في دول مجلس التعاون يعرفون ويدركون ذلك وسيصلون لها، وهي تحت المجهر بالنسبة لهم، إن صح التعبير، ونحن نتبادل المعلومات ونتعاون في هذا المجال». ولفت إلى أن كل دول الخليج لها الحق في أن تضع استراتيجية أمنية خاصة بها، وتضع دوماً الافتراضات لكشف من يريد أن يتربص بأمن الخليج، لأننا في هذه الدول محسودون في أمور عدة، منها تجمعنا ووفاقنا مع بعضنا البعض، وكذلك على ثرواتنا. وبخصوص بدء العمل بالبطاقة الذكية لشعوب دول المجلس في تنقلاتهم، قال: «سيتم العمل بها الشهر المقبل كمرحلة تجربة، ثم تبدأ رسمياً في آب (أغسطس) المقبل».