يتوافد حجاج بيت الله الحرام على صعيد عرفات لأداء الركن الأعظم من شعائر الحج، بعد أن قضوا يوم التروية بمشعر منى وباتوا فيه، اقتداء بسنّة الرسول صلى الله عليه وسلم. وسيبقى حوالى مليوني حاج على صعيد عرفات حتى غروب الشمس قبل النفرة إلى مزدلفة، ورمي الجمرات الثلاث؛ جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى، إلا من تعجّل. وهنأ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، لمناسبة اكتمال دخول حجاج بيت الله الحرام الرحاب الطاهرة. وقال ولي العهد في برقية إلى خادم الحرمين أمس: إن عدد الحجاج القادمين من الخارج للحج هذا العام بلغ 1325372 حاجاً، عدد الذكور منهم 723805، يمثلون 55 في المئة، وعدد الإناث 601000، يمثلن 45 في المئة، مضيفاً أن عدد الحجاج القادمين هذا العام نقص عن العام الماضي 64889 حاجاً، بنسبة قدرها خمسة في المئة. وأوضح أن حجاج هذا العام يمثلون 164 جنسية من أقطار العالم. وسيشهد مسجد نَمرة، أهم المعالم في مشعر عرفات، تغيّب المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، وعدم إلقائه خطبة عرفة اليوم، التي ظل يلقيها منذ العام 1402ه، وذلك بعدما اعتذر بسبب ظروفه الصحية، فيما يُتوقّع أن يخلفه عضو هيئة كبار العلماء إمام المسجد الحرام وخطيبه الدكتور صالح بن حميد. إلى ذلك، أكدت السلطات السعودية أن الوضع الأمني في منى كان ممتازاً، ولم يتم رصد ما يعكر صفو الحجاج أو يؤثر في سلامتهم. وأوضح الناطق الأمني في وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، خلال مؤتمر صحافي أمس للجهات الأمنية العاملة بالحج، أن أكثر من 90 في المئة من حجاج التروية نُقلوا إلى مشعر منى، إضافة إلى حوالى 100 ألف من الحجّاج الذين توجّهوا مباشرة إلى مشعر عرفات. ورداً على سؤال ل «الحياة» عن لغة الخطاب الإيرانية المستفزة في التهجُّم على السعودية، أجاب التركي: «في إطار المهمات الأمنية يؤخذ كل الاحتمالات في الاعتبار، ويتم التعامل مع أي موقف يرصد بموجب الأنظمة المرعية في المملكة والمهنية المعهودة لدى رجال الأمن في تعامُلهم مع مثل هذه الحالات». وقال قائد التوعية والإعلام لدى قوات أمن الحج العقيد سامي بن محمد الشويرخ، إن حج هذا العام شهد ربط كثير من آلات التصوير التي يتم استخدامها في طائرات من دون طيار بمركز القيادة والسيطرة، وذلك «لمواكبة حركة الحجاج في كل المشاعر في منى وعرفة ومزدلفة، حتى العودة إلى منى مرة أخرى، وكذلك في الحرم الشريف». ونفى مستشار وزير الحج حاتم قاضي، رداً على سؤال ل «الحياة» خلال المؤتمر الصحافي، أي تبديل في أرقام حجّاج الدول التي تدّعي إيران سيطرتها السياسية عليها. وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، أن «إقحام الخطاب السياسي الجارح، والنكوص عن إجماع قرارات المنظمة في شأن الحج، لا يمكن أن يؤديا إلا إلى الفتنة وتمزيق الوشائج وإضعاف الأمة». وحض مدني المسلمين، في تصريح صحافي أمس، على أن «يبتعدوا عن كل ما يفرّقهم، وأن يدركوا حجم التحدّيات التي يواجهها العالم الإسلامي من الداخل ومن الخارج، وأن يعملوا على مواجهتها بكل إخلاص وإيمان». إلى ذلك، تلقت هيئة الهلال الأحمر السعودي عبر فرقها الأرضية والجوية 825 بلاغاً في العاصمة والمشاعر المقدسة، ونُقلت 317 حالة إلى المستشفيات القريبة، وعولجت 377 حالة في الموقع.