يقف حجاج بيت الله الحرام اليوم في مشعر منى لقضاء يوم التروية، وسط استعدادات مكثفة من أجهزة الحكومة السعودية بشقيها الأمني والخدماتي، وسط تقديرات غير رسمية ببلوغ عدد الحجاج نحو مليوني حاج، قدم أكثرهم من خارج المملكة. وكشفت وزارة الداخلية السعودية أنه تمت إعادة 237 ألف مخالف من مختلف منافذ العاصمة المقدسة، وإعادة 104 آلاف سيارة مخالفة لا تحمل تصريحاً نظامياً لدخول المشاعر، وضبط 36 مكتباً وهمياً أحيل أصحابها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لإكمال الإجراءات النظامية بحقهم. وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، أن أمس شهد اكتمال توافد حجاج بيت الله الحرام على العاصمة المقدسة للطواف والسعي بالمسجد الحرام. وقال خلال المؤتمر الصحافي الأول لأعمال الحج لهذا العام في مقر الأمن العام بمشعر منى: «إننا الآن ندخل في مرحلة رحلة المشاعر وهي رحلة الحج»، مشيراً إلى أنه بعد صلاة العشاء من ليل أمس بدأت عمليات انتقال الحجاج من مكةالمكرمة إلى المشاعر المقدسة للوقوف في عرفات. وبيّن أن المرحلة الأولى في هذه العمليات هي انتقال حجاج «ليلة يوم التروية» إلى منى، إذ بدأت طلائع الحجاج في الوصول من بعد صلاة العشاء ليل أمس، موضحاً أن الذروة في النسبة الكبرى من الحجاج يتحركون فجر اليوم (8 ذي الحجة). وأشار التركي إلى أن ثلاثة أرباع الحجاج يفضلون قضاء يوم التروية في منى، ومن ثم الانطلاق صباح اليوم التاسع من ذي الحجة إلى مشعر عرفات، في حين أن نحو 25 في المئة من الحجاج ينطلقون مباشرة من مواقع إقامتهم في العاصمة المقدسة إلى عرفات، وهؤلاء يقومون بهذه الرحلة اعتباراً من صباح غد (9 ذي الحجة). وبيّن أن رحلة المشاعر تستغرق من خمسة إلى ستة أيام، يتم خلالها تنفيذ خمس خطط مرورية لانتقال الحجاج، أولاً حجاج التروية إلى منى وأيضاً إعادة تصعيدهم من منى إلى عرفات صباح يوم التاسع من ذي الحجة، والحجاج الذين يتوجهون مباشرة إلى عرفات، ومرحلة «النفرة» من عرفات إلى مزدلفة، ومن ثم العودة مرة أخرى إلى منى في صباح يوم عيد الأضحى المبارك، وبعد استكمال النسك في مشعر منى يعود الحجاج مرة أخرى إلى مكةالمكرمة. وفي ما يتعلق بأهم الخطط التي يتم تنفيذها في هذه المرحلة، أشار التركي إلى أن أهم هذه الخطط الخمس هي مرحلة التصعيد، ولا سيما أن وقوف الحجاج بعرفات يعد الركن الأعظم للحج، مؤكداً أهمية وصول الحجاج إلى مشعر عرفات في أوقات باكرة كي يستطيعوا الإقامة فيها قبل «النفرة» منها إلى مزدلفة. وأبان أن هناك أكثر من 11 خطة ذات صلة بإدارة وتنظيم حركة المشاة والحشود أثناء إقامة الحجاج في المشاعر المقدسة، وفي ما يخص خطط عرفات للمحافظة على سلامة الحجاج والحشود في مسجد نمرة وجبل الرحمة وفي مزدلفة، أكد أنه توجد خطة تهدف إلى المحافظة على سلامة الحجاج عند المشعر الحرام، إضافة إلى عملية تنظيم الحجاج عند رمي الجمرات ودخولهم من مزدلفة إلى منى وتوجههم لرمي جمرة العقبة يوم عيد الأضحى المبارك، وتنظيمهم خلال إقامتهم في مشعر منى في أيام التشريق، إذ يترددون يومياً لرمي الجمرات.