أكد مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام رفضه الشديد دعوات تدويل الإشراف على الحج وعلى الحرمين الشريفين. وشدد على أن استغلال موسم الحج لتحقيق أهداف سياسية أو نقله من ساحة العبادة الخالصة لله تعالى إلى إثارة «النعرات الطائفية» وتحقيق مآرب لا علاقة لها بالعبادة، «لا يجوز شرعاً»، ويخالف أحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها، محذراً بشدة من أن «تسييس الحج» يدخل الأمة الإسلامية في «فتن كبرى» تمزق وحدتها وتماسكها. وأشار مفتي مصر في بيان أصدره أمس إلى أنه مما لا شك فيه أن الحج من أعظم شعائر الإسلام، وأحد أركانه الخمسة، وأن استغلال هذه الفريضة لأغراض سياسية أو لتحقيق أهداف ومآرب لا علاقة لها بمقاصد الحج الشرعية، أو أي أمور أخرى تخرج هذه العبادة عن مقاصدها، ودعوات «تسييس الحج» واستغلال المناسك في إثارة النعرات الطائفية، غير جائزة شرعاً وتخالف أحكام الشريعة الإسلامية الصريحة في هذا المجال. وأشاد بجهود المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في خدمة ضيوف الرحمن الذين يفدون إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك الحج والعمرة، مشدداً على أن سلطات المملكة لا تدخر جهداً في توفير سبل الراحة وتذليل الصعاب التي تواجه ضيوف الرحمن. وأوضح: «نؤيد وندعم بكل قوة مواقف المملكة وحرصها الشديد على أمن موسم الحج واستقراره وكل ما تتخذه من إجراءات لضمان تحقيق ذلك»، منتقداً بشدة «الساعين الى تأجيج مشاعر المسلمين في موسم الحج بإثارة نعرات المذهبية والطائفية التي تتنافى مع هذه الفريضة العظيمة والغاية الروحانية منها». وأكد أنه لا يصح مطلقاً رفع أي شعارات سياسية أو «إثارة النعرات الطائفية» أثناء وجود الحجاج في الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج لأن «من يقوم بذلك يحدث فتنة في المجتمع الإسلامي، والشريعة الإسلامية تنهانا نهياً قاطعاً عن إحداث الفتن ونشرها في المجتمعات الإسلامية، بل تجعلها أشد من القتل في قول الله تعالى: والفتنة أشد من القتل». ودعا مفتي مصر جميع الحجاج وضيوف بيت الله الحرام إلى الابتعاد عن رفع الشعارات السياسية، والانصراف كلياً لما جاؤوا من أجله، وأن يتفرغوا فقط لأداء شعيرة من أعظم شعائر الإسلام وهي الحج، وأن يوظفوا كل طاقاتهم لعبادة الله تعالى في أيام الحج».