عشية الذكرى ال 15 لاعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، دعا الرئيس الأميركي باراك اوباما مواطنيه الى البقاء متحدين في مواجهة هجمات الإرهابيين، وقال في كلمته الإذاعية الآسبوعية: «في مواجهة الإرهاب، طريقتنا في الرد ترتدي اهمية كبرى»، ما يشكل انتقاداً واضحاً للمرشح الجمهوري الى البيت الأبيض دونالد ترامب. وأضاف: «لا نستطيع الاستسلام لأفراد قد يخلفون بيننا. لا نستطيع الرد بأساليب تؤدي الى تفتت نسيج مجتمعنا، لأن تنوعنا وترحيبنا بكل الكفاءات ومعاملتنا للجميع بإنصاف بغض النظر عن العرق او الجنس او الإتنية او المعتقد، جزء مما يجعل بلدنا عظيماً، ويجعلنا كذلك اشداء. وإذا بقينا مخلصين لهذه القيم سنحمل ارث الذين فقدناهم، ونبقي امتنا قوية وحرة» . وسبق ان دان اوباما مرات خطاب ترامب المتفجر تجاه المسلمين، على غرار اقتراح المرشح الجمهوري بعد اطلاق نار دموي في سان برناردينو بكاليفورنيا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، فرض حظر موقت لدخول المسلمين الى الولاياتالمتحدة. وفي اشارة الى اعتداءات 11 ايلول التي خلفت 2750 قتيلاً، قال اوباما انها «من احلك الأيام في تاريخ امتنا، ثم حصلت تغييرات كثيرة في السنوات ال 15 الأخيرة، إذ حققنا العدل في شأن زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، وعززنا أمننا القومي وأحبطنا اعتداءات وأنقذنا حياة كثيرين. لكن الخطر الإرهابي تطور ايضاً، لذا سنحتفظ بحزمنا في مواجهة الإرهابيين في افغانستان والعراق وسورية وأماكن أخرى، وسندمرهم ونواصل بذل كل ما نستطيع لحماية وطننا». الى ذلك، احتفلت الحكومة الأميركية الفيديرالية باستعادتها مكاتبها في مركز التجارة العالمي في نيويورك بعد 15 سنة على الاعتداءات التي حولت الموقع إلى ركام. وقال وزير الأمن الداخلي جي جونسون خلال الاحتفال في الطابق ال 63: «هذا اليوم يعني النهضة، ويشكل علامة على عزمنا على التقدم». اما رئيس بلدية نيويورك، بيل دي بلاسيو، إن «عودة الحكومة الفيديرالية الى المركز يبعث رسالة الى العالم بأسره تفيد بأننا لن نتخلى أبداً عن قيمنا أو نشعر بالخوف». في فرنسا، اعلن وزير الداخلية برنار كازنوف، توقيف 293 شخصاً منذ مطلع السنة في البلاد لعلاقتهم ب «شبكات ارهابية»، مشيداً بالنتائج التي حققتها اجهزته في مواجهة التهديدات. وبعد يومين على اعتقال مجموعة من النساء كن يحضرن كما ذكرت السلطات لاعتداء جديد في فرنسا، قال كازنوف خلال زيارته شاتورو (وسط): «فككنا عدداً كبيراً من الشبكات، ما يعني تجنب مزيد من الاعتداءات»، لكنه لم يوضح إذا كانت الاعتقالات ادت الى توجيه تهم او سجن اشخاص او اطلاق آخرين. وأضاف: «نتحرك في شكل كثيف جداً، وفي كل لحظة لحماية الفرنسيين، ونحقق نتائج»، علماً ان التدابير المتخذة للرد على التهديد الإرهابي هي في صلب حملة الانتخابات الرئاسية في ربيع 2017. وفي اطار التحقيق في مخطط استخدام سيارة تحتوي قوارير غاز لشن هجوم يستهدف كاتدرائية نوتردام في باريس في الثالث من الشهر الجاري، كشف النائب العام الفرنسي فرنسوا مولينز ان احدى ثلاث نساء اعتقلن في شأن الهجوم الفاشل «وُعدت بالزواج من رجلين دبرا هجمات على شرطيين وقس في وقت سابق من السنة الحالية». واحتُجزت سارة اتش، وهي فرنسية في ال 23 من العمر، الخميس مع امرأتين أخريين للاشتباه بعلاقتهما بالمخطط الفاشل. وهي طعنت شرطياً عند اعتقالها، وأطلقت النار على امرأة من الثلاث وأصيبت. ولم تكن جروح الشرطي أو المرأة خطيرة. وقال مولينز إن «سارة اتش معروفة لأجهزة الاستخابرات لارتباطها بحركات اسلامية، وهي كانت مخطوبة للعروسي عبدالله الذي نفذ هجوماً في ماينانفيل، وعادل كرميش الذي وقف وراء هجوم في سانت إتيان دو روفري». وأردت أجهزة الأمن عبدالله بعدما قتل قائداً في الشرطة الفرنسية وشريكته في حزيران (يونيو) الماضي في هجوم تبناه «داعش». اما كرميش فقتل مع عبد الملك نبيل بتيجون بعدما ذبحا باسم «داعش» قساً فرنسياً داخل كنيسة بمنطقة النورماندي. وقال مولينز: «اتضح أن النساء الثلاث ينفذن الأيدولوجية الدموية» لداعش، وجرى إعطاؤهن أوامر من أعضاء التنظيم في سورية. واعتُقل أيضاً الخميس رجل آخر يدعى محمد لامين أيه كان من المقرر أن يتزوج سارة اتش.