لمّح رئيس الوزراء الفرنسي مانوييل فالس الى احتمال شن اعتداءات ارهابية باستخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية ضمن «حرب جديدة تضرب صميم الحياة اليومية للفرنسيين بدافع ترهيبهم». ووصف في كلمة ألقاها أمام البرلمان الذي مدد حال الطوارئ لمدة 3 أشهر، بعد أسبوع من اعتداءات باريس التي حصدت 129 قتيلاً، «الحرب الجديدة» بأنها «مبرمجة ومعد لها من قبل جيش من المجرمين، وجديدها هو الأساليب المستخدمة للقتل التي تتطور دائماً». وتحدث الرئيس الأميركي باراك أوباما هاتفياً مع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند عن التحقيقات الجارية في الاعتداءات، وكررا «التزامهما الذي لا يتزعزع بإضعاف داعش وتدميره». وواصلت الأجهزة في فرنساوبلجيكا حملة البحث عن شركاء لعبدالحميد أباعود العقل المدبر اعتداءات باريس، وتخلل ذلك توقيفات شملت 9 أشخاص في بلجيكا. وأعلن رئيس منظمة الشرطة الأوروبية (يوروبول) روب واينرايت، أن «شن داعش هجمات جديدة في أوروبا بعد اعتداءات باريس أمر منطقي ومرجح»، مقارناً الاعتداءات بتلك التي وقعت في مدينة مومباي الهندية عام 2008، حين قتل متشددون 166 شخصاً في مواقع مختلفة. وقال في كلمة ألقاها خلال الاحتفال السنوي لجائزة «مؤسسة شيراك»، إن العمليات الإرهابية أكثر أهمية وخطراً من الهجمات الفردية، وإن «داعش ينوي عبرها تصدير مفهومه الوحشي للإرهاب إلى أوروبا كي يحضر على المسرح الدولي». وفي إشارة إلى هجمات أخرى بينها إسقاط طائرة روسية في مصر الشهر الماضي، قال واينرايت: «نتعامل مع منظمة إرهابية دولية خطرة جداً، وتملك موارد جيدة وذات عزيمة وباتت نشطة الآن في شوارع أوروبا التي تواجه اليوم أكبر خطر إرهابي منذ عشر سنوات». وفي مقابلة مع محطة (أر إي أي) الرسمية، أعلن وزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني أن السلطات الأميركية حذرت بلاده في أيار (مايو) الماضي من احتمال شن 5 متشددين هجمات. وحدد أهداف الهجمات الإرهابية المحتملة بأنها كنيسة القديس بطرس في روما، أو الكاتدرائية، أو مسرح «سكالا» في ميلانو (شمال). وذكر جنتيلوني أن السفارة الأميركية في روما أوصت السياح التزام الحذر في مناطق معينة من إيطاليا، لكنها لم تنصحهم بعدم الذهاب إلى هناك. ووجهت أجهزة الأمن الفرنسية ضربة بالغة الأهمية للإرهاب بعدما تأكد مقتل العقل المدبر لمجزرة باريس المروعة الإرهابي البلجيكي المغربي الأصل عبد الحميد أباعود خلال عملية دهم شقة وسط ضاحية سان دوني شمال باريس أول من أمس، والتي اتسمت بعنف بالغ. وأكد وزير الداخلية برنار كازنوف أن أباعود «اضطلع بدور حاسم في المجزرة، وهو ما سيثبته التحقيق»، مشيراً إلى أن الأجهزة الفرنسية لم تملك أي عناصر تحملها على الاعتقاد بأن أباعود موجود في فرنسا، لكنه استدرك أن الإرهابي البلجيكي كان ضالعاً في أربعة من أصل ستة اعتداءات جرى إحباطها في فرنسا منذ الربيع، خصوصاً الاعتداء على كنيسة في منطقة فيلجويف جنوبباريس والهجوم الفاشل على قطار تاليس في نيسان (أبريل) وآب (أغسطس) الماضي. وكشف كازنوف عن أن الأجهزة الفرنسية تلقت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، معلومات رجحت وجود أباعود في اليونان، على رغم صدور مذكرتين أوروبية ودولية باعتقاله. وفي رفض مبطن لمسؤولية الأجهزة الفرنسية وحدها عن تسلل أباعود الى باريس، قال كازنوف إنه سيشارك اليوم في اجتماع مشترك لوزراء العدل والداخلية الأوروبيين «لأن على أوروبا أن تنظم نفسها في مواجهة الإرهاب وتعزز مراقبة حدودها الخارجية».