أعلنت الحكومة السورية أمس إعادة فتح طريق الراموسة في حلب أمام المدنيين، في مؤشر إلى أن القوات النظامية وميليشيات حليفة ثبّتت سيطرتها على هذه المنطقة التي كانت المعبر الأساسي لإيصال المؤن إلى أحياء مدينة حلب الغربية قبل تمكن النظام من فتح معبر آخر يمر من شمال المدينة عبر طريق الكاستيلو. وطريق الراموسة أقصر بكثير من طريق الكاستيلو الذي يمكن فصائل المعارضة أن تستهدفه بسهولة، ما يجعل عبوره مخاطرة بالنسبة إلى المدنيين. ونقلت «رويترز» عن قناة «الإخبارية» السورية الرسمية أمس إن الجيش النظامي أمن طريق الراموسة الموصل إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب بعدما سيطرت عليه المعارضة الشهر الماضي، وإن من المتوقع فتحه قريباً أمام المدنيين. وأدى تقدم الجيش السوري ومقاتلين متحالفين معه في الراموسة، جنوب حلب، إلى إعادة فتح الطريق الرئيسي إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة في الغرب، كما أدى إلى إعادة تطويق كامل للأحياء الشرقية التي تهيمن عليها المعارضة. وسيطرت قوات المعارضة ومن بينها جماعات متشددة على منطقة الراموسة في آب (أغسطس) وكسرت الحصار الذي ضربته قوات الحكومة على شرق حلب في تموز (يوليو). ودفعت خسارة الحكومة طريقَ الراموسة السكان في غرب حلب إلى الاعتماد على طريق الكاستيلو الأخطر بكثير من طريق الراموسة. وقال مراسل من «الإخبارية» في بث مباشر أن طريق الراموسة سيفتح أمام المدنيين في غضون ساعات. وقال جندي للمراسل: «المنطقة كلها آمنة». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات النظام فتحت طريق الراموسة أمام مواطنين وأصحاب منشآت لتفقد منشآتهم وممتلكاتهم... في حين من المنتظر أن يفتح طريق الراموسة في شكل كامل خلال اليومين المقبلين». ولفت إلى أن تمكن الحكومة من استعادة الرموسة جاء «عقب هجوم عنيف نفذته قوات النظام والمسلحون الموالون لها من جنسيات سورية وعربية وآسيوية... بإسناد وتغطية من الطائرات الحربية الروسية والتابعة للنظام». وأشار «المرصد» أمس إلى أن طائرات حربية شنّت غارات على مناطق في محيط حيي الشيخ سعيد والراموسة جنوب حلب، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة محيط مخيم حندرات شمال حلب. كما لفت إلى قصف طائرات حربية بلدتي عندان وحيان وأطراف بلدة بيانون بريف حلب الشمالي، ومناطق أخرى في بلدة كفرناها بريف حلب الغربي. وقال مسعفون أمس أنهم انتشلوا 9 جثث (4 منها لأطفال) من تحت الأنقاض إثر قصف شنته مروحيات النظام على حي صلاح الدين في شرق حلب. في غضون ذلك، تحدث «المرصد» عن «اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين من جهة، والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة فتح الشام والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، بشمال منطقة كنسبا بريف اللاذقية الشمالي، وسط تقدم لقوات النظام في المنطقة وسيطرتها على قرى ومناطق نحشبا وأرض الوطى وكتف عويزرات وعين القنطرة وعين الحور وتلة رشا وضهرة أبو أسعد، إضافة إلى تلال قريبة من المنطقة». وبهذا التقدم تكون القوات النظامية قد اقتربت كثيراً من الحدود مع تركيا، وباتت تهدد بقطع التواصل بين مناطق المعارضة بين كل من جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.