دارت معارك عنيفة لدى شن القوات النظامية السورية و «حزب الله» هجوماً لاستعادة مواقع مهمة جنوب غربي مدينة حلب كانت سيطرت عليها فصائل معارضة قبل شهر وكسرت الحصار على الأحياء الشرقية في حلب، في وقت استمرت المعارك في ريف حماة وسط قصف فصائل معارضة المطار العسكري، ما أدى إلى مقتل ضابط رفيع المستوى. وأعلنت «غرفة عمليات فتح حلب» أمس، «طريق الكاستيلو وما حوله منطقة عسكرية سيتم استهدافها بالمدفعية وراجمات الصواريخ»، وقالت: «ردًّا على محاولات النظام إعادة مُحَاصَرة مدينة حلب من خلال استهدافه المستمر طريق الراموسة بشتى أنواع الأسلحة بغية إغلاقه، سيتم استهداف طريق الكاستيلو وما حوله بكل الأسلحة». وأعطت الغرفة مهلة للمدنيين في مناطق سيطرة النظام 72 ساعة قبل بدء عمليات القصف على كامل المنطقة، وذلك حرصًا على سلامتهم. وكانت القوات النظامية سيطرت بدعم روسي- إيراني على الكاستيلو في منتصف تموز (يوليو) قبل أن تشن فصائل معارضة هجوماً معاكساً سيطرت فيه على طريق الراموسة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «تمكنت قوات النظام وحزب الله اللبناني والمسلحين الموالين من جنسيات سورية وعربية وآسيوية مدعمة بغطاء جوي من القصف الروسي من السيطرة على كلية التسليح بشكل شبه كامل، عقب هجوم عنيف نفذته على الكلية، ترافقت مع اشتباكات عنيفة مع الفصائل المقاتلة والإسلامية حيث تحاول الأخيرة استعادة السيطرة على كلية التسليح، وتمكنت اليوم من استعادة نقاط في الكلية، بعد أن كانت قوات النظام قد سيطرت بشكل كامل على كلية التسليح». وأفاد لاحقا: «تستمر الاشتباكات العنيفة بين حزب الله اللبناني وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات عربية وآسيوية من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة، حيث تمكنت قوات النظام من استعادة السيطرة على المدرسة الفنية الجوية وتلال بالقرب من مدينة حلب، بعد سيطرتها صباح اليوم (أمس) على كلية التسليح، عقب قصف مكثف من قوات النظام والطائرات الحربية رافق الهجوم المعاكس الذي نفذته اليوم قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فيما تستمر الاشتباكات في كلية المدفعية ومحيط تلال بالمنطقة، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية في صفوف الجانبين، فيما نفذت طائرات حربية غارة على مناطق في حي السكري بمدينة حلب». وتأتي معاودة قوات النظام السيطرة على هذه الكلية بعد أكثر من شهر على خسارتها المنطقة، حيث كانت الفصائل بدأت في 31 من شهر تموز/ يوليو الفائت من العام الجاري، هجومها الذي سيطرت فيه على منطقة الكليات وأبنية في مشروع 1070 شقة وتلال ومناطق أخرى في جنوب وجنوب غربي المدينة، واستهدفت الطائرات خلال الهجوم الذي نفذته قوات النظام اليوم بأكثر من 40 غارة أماكن في منطقة الراموسة ومنطقة الكليات العسكرية ومحيطها وأماكن أخرى بجنوب مدينة حلب، ومعلومات مؤكدة عن خسائر بشرية». وقال مصدر أمني سوري: «تمكن الجيش صباح اليوم من إحكام السيطرة على كلية التسليح»، وكان استعاد سابقاً السيطرة على المدرسة الفنية الجوية الى الشمال منها، والواقعتين جنوب مدينة حلب في شمال البلاد. وأوضح انه نتيجة هذا التقدم «بات الإرهابيون محاصرين في كلية المدفعية» الواقعة بين كلية التسليح والمدرسة الفنية، مشيراً إلى أنه في حال سيطر الجيش على كامل منطقة الكليات العسكرية «سيتمكن من إحكام الحصار على المسلحين في الأحياء الشرقية ومنطقة الراموسة المحاذية». ومدينة حلب مقسمة منذ العام 2012 بين أحياء شرقية واقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة وأحياء غربية يسيطر عليها الجيش السوري. وتدور منذ 31 تموز معارك عنيفة في جنوب مدينة حلب إثر هجمات أطلقها تحالف «جيش الفتح» ضد مواقع الجيش السوري والميلشيات الإيرانية و«حزب الله». وتمكنت هذه الفصائل المقاتلة والجهادية بعد أسبوع، من التقدم والسيطرة على منطقة الكليات العسكرية وفك حصار فرضه الجيش لنحو ثلاثة أسابيع على أحياء المدينةالشرقية عبر فتح طريق إمداد جديد يمر من منطقة الراموسة المحاذية. ويسعى الجيش النظامي منذ ذلك الحين إلى استعادة المواقع التي خسرها وإعادة تطويق الأحياء الشرقية. وبحسب «المرصد السوري»: «إذا تمكنت قوات النظام السوري من السيطرة على منطقة الكليات، ستصبح العملية شبه منتهية لتتقدم قوات النظام وتغلق طريق الراموسة». في الوسط، قال «المرصد»: «تستمر الاشتباكات العنيفة منذ ليل أمس وحتى الآن، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وتنظيم جند الأقصى من جهة أخرى، في محيط وأطراف بلدة قمحانة بريف حماة الشمالي الغربي، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام، وتنفيذ طائرات حربية عدة غارات على مناطق الاشتباك، تمكنت خلالها قوات النظام من معاودة التقدم واستعادة السيطرة على نقاط خسرتها، بينما نفذت طائرات حربية صباح اليوم، عدة غارات على أماكن في منطقة الزوارة بريف حماة الشمالي، كما جدد الطيران الحربي، قصفه لمناطق في بلدتي كفرزيتا واللطامنة، بريف حماة الشمالي»، لافتاً إلى «مقتل ضابط طيار برتبة عقيد من قوات النظام جراء قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة بصواريخ غراد والقذائف لمنطقة مطار حماة العسكري بريف حماة، حيث قتل في هذا الاستهداف خلال تواجده في منطقة قرب المطار».