كما مارس الفعل الروحي دوره على حياة المسلمين بشكل عام، انسحب ذلك على الإنترنت وغرف الدردشة والمدونات، وصفحات الفيس بوك والمواقع الشخصية للأفراد والمراكز، لتطلى بصبغة إسلامية لدرجة أن تصدرت الأهلة والفوانيس والمصاحف وصور الحرمين الشريفين وغيرها من الشعارات الواجهات الخاصة لتلك المواقع، حتى أصبحت عامل جذب لكثير من المشاهدين والمتابعين للأحداث الرمضانية، مقتطعة شريحة كبيرة من جماهير التلفزيون. بعضهم غيّر من شكل الإستايلات والواجهات الخاصة بالمواقع وتنوعها، وهنأ مرتاديه بحلول رمضان مع بعض الأدعية المعروفة، وآخرون نوعوا بالثيمات الخاصة بالتهنئة، فصار لكل موسم شعار يختص به، كما فتحت تلك المواقع مسميات لصفحات إلحاقية مثل البوابة الرمضانية ورمضانيات وغيرها من المسميات والشعارات. وأوضح المشرف على إحدى شركات المعلومات المختصة بنشر الصحافة الإلكترونية خالد العميري أن هذه الظاهرة فرضها تأثر المسلمين بهذا الشهر الفضيل، وأن الإنترنت أصبح شيئاً أساسياً في حياة البشر من خلال التواصل والمعرفة وإدارة الأعمال وغيرها من الخدمات المتنوعة، مشيراً إلى أن المسلمين تأثروا بعباداتهم من خلال إعلانها بشعاراتها المختلفة، وأنه في السابق كانت الشركات الالكترونية المختصة بالتصميم تستثمر مثل تلك الشعارات، لكن اليوم أصبح مستخدمو الإنترنت كثيرين والمستفيدين أكثر من السهل تصميمها وإضافتها لواجهة الصفحة. وذكر مالك إحدى الشبكات الإلكترونية محمد الصعيري أن موقعه الذي أنشأه عام 1999 لم يتوقف حتى الآن ويرتاده المسلمون من أنحاء العالم، وشعاره ملتقى لكل العرب، وأن المبدعين والمصممين لمثل هذه الشعارات الدينية أصبح لهم منتدى خاص باسم منتدى مصممي الشعارات والإستايلات الرمضانية، لافتاً إلى أنها تصمم بأشكال مختلفة بحسب وصفات المستفيد من دون أي مبلغ مالي لكسب الأجر، وأن المسابقات الرمضانية في المواقع الالكترونية تشهد انتشاراً كبيراً على أفضل مصمم لمثل هذه الأشكال والواجهات للمواقع الالكترونية. وقال الصعيري: «يجب أن يعمم هذا الأمر على مواقع المؤسسات الحكومية التي قليلاً ما تتفاعل مع الشهر الكريم، وأن الكثير من المسؤولين لا يدرك مدى أهمية تلك المواقع وأثرها في نفس القارئ والمطلع والمشاهد خصوصاً مع التطور التقني الهائل الذي تأثرت منه المواقع العالمية المستضيفة ومحركات البحث التي أصبحت تعيش حياتنا ومشاعرنا الإسلامية». وأشار المصمم رامي السلامي إلى أن هذه التصميمات والشعارات ذات مدلولات ومعانٍ راسخة تهدف إلى توعية الكتاب والأعضاء والزوار، وإضافة الصبغة الرمضانية على النقاش حتى تعطي أهمية وخصوصية لهذا الشهر وتجسيد واقع العبادة من خلالها، لافتاً إلى أن الكثير من المصممين يقع في أخطاء ليست فنية وتضر بحرمة هذا الشهر الكريم مثل بعض الصور غير اللائقة.