أوصى ملتقى «رياض الأطفال، بداية لحضارة أمة»، والذي اختتم فعالياته أمس في الدمام، بتأسيس لجنة دائمة مشتركة تعنى بالطفولة المبكرة بين الشركاء المختصين والمهتمين في المنطقة الشرقية، والاستثمار في المبتعثين العائدين من الاختصاصيين في المجالات التربوية، وتوظيف مهاراتهم لتطعيم الخبرات الموجودة في مجالات التربية والتعليم في المملكة، والاستثمار في البحوث العلمية والبرامج التربوية، وتوجيهها لصالح المكونات العلمية التربوية والتعليمية. كما أوصى بالتعاون مع الأكاديميات في تنفيذ مشاريع وتجارب تربوية تابعة للمنطقة الشرقية والاستفادة من المستجدات التي تتناسب مع مرحلة رياض الأطفال ومواءمتها بما يتفق مع ثقافتنا الإسلامية، ونشر ثقافة المواطنة الرقمية في مرحلة رياض الأطفال من خلال برامج وورش تدريبية ضمن مبادرة أنا رقمي. وقالت مديرة إدارة رياض الأطفال في المنطقة الشرقية ذكريات المزروع، إن الملتقى الذي استمر لثلاثة أيام، استطاع تغطية العديد من المحاور التي ترتقي بمرحلة رياض الأطفال في جوانب عدة منها ما يتعلق بالتربية الخاصة ودمجها، والتعلم الرقمي، والتطوير المستمر في الطفولة، وأثر الآيباد وغيرها، وأشارت إلى أن الملتقى استضاف شخصيات أكاديمية من المنطقة الشرقية وخارجها، ومن جامعات مختلفة لإثراء الملتقى، واستطاع الخروج بتوصيات سيتم تطبيقها في الميدان. من جانبها، كشفت مديرة إدارة التربية الخاصة ريم الغامدي، خلال الملتقى عن إطلاق حملتين خلال الأسبوع المقبل، الحملة الأولى بعنوان من واجبي أن أعلمها، وهي حملة تستهدف معلمات المدارس لنشر ثقافة فئات التربية الخاصة، والدمج وحقوقه وحقوق المعلمين، كما تطلق حملة المدرسة للجميع، وهي حملة للتعليم العام للتوعية والتعريف بطالبات صعوبات التعلم وخصائصهن وكيفية التعامل معهن. وقالت إننا في السعودية نخطو خطوات جيدة في هذا المجال، وإن الدمج يسير بخطى جيدة لكننا لم نصل حتى الآن للتوجه العالمي العام في تحقيق المدرسة الشاملة، والتي من خلالها يستطيع أي طفل أن يلتحق بالمدرسة القريبة من منزله أيا كانت مشكلته. وقالت: «النجاحات التي نلحظها في مشاريعنا يكون سببها الوعي والاتجاهات الإيجابية للقائمين عليها، ووجود المتخصصين في مجالاتهم بينما الفشل دائماً للاتجاهات السلبية». فيما أوضحت عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فيصل ناهد محمد، أن أثر الدمج على المعاقين لا يمكن التفريط فيه، لأنهم أبناء المجتمع ولهم الحق في أن نعينهم على أن يكونوا بناة فيه، ودعت إلى تطوير مهاراتهم الاجتماعية، وقالت: «النظرة السلبية للدمج وأنها ستفسد سلوكيات الأسوياء غير صحيحة، لأن دمج طفل أو طفلين معاقين عقلياً مع مجموعة كبيرة مؤثرة سيكسبه سلوكيات طبيعية من زملائه، بينما لن يتأثر العدد الأكبر من الطلاب». وأوضح الدكتور محمد الأشقر، بأن الميدان بحاجة إلى توظيف عدد أكبر من معلمي التربية الخاصة، وأن الواقع المشاهد في المملكة يحث على هذا التوجه، واستغرب من إغلاق قسم رياض الأطفال في كلية التربية بعد عامين من افتتاحه، وقال: «يجب أن يستمر لأننا بحاجة فعلية له». وقدم عدد من مكاتب التربية والتعليم تجارب مختلفة لرياض الأطفال من خلال مدارسهم، كما قدمت طالبات قسم رياض الأطفال في كلية التربية في جامعة الدمام فقرات مختلفة بعنوان تغريدات تربوية.