دعا الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح الإدارة الأميركية والدول الأعضاء في اللجنة الرباعية إلى تحمل مسؤوليتهم في ضوء رفض الحكومة الإسرائيلية لأن يكون «إعلان الرباعية» الذي يتناول حل الدولتين وتجميد الاستيطان، مرجعية للمفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وقال إن على العالم ألا يصمت وأن يأخذ موقفاً، معرباً عن أمله في أن «نسمع من هؤلاء رأياً واضحاً». وأكد صبيح في تصريحات أمس أن «الحفاظ على عملية السلام ليس فقط شأناً عربياً، ما يجعلنا ننتظر لنرى كيف يكون رد فعل هؤلاء أمام العدوان الإسرائيلي على عملية السلام»، مضيفاً ان اسرائيل «تريد أن تظل دولة فوق القانون وأن تحظى بحصانة غير قانونية». ودعا الرئيس باراك أوباما إلى العودة إلى رسائله الأربعة التي أرسلها إلى الرئيس محمود عباس والتي ذكر فيها أنه سيظهر من هو المعطل. ورأى أن عباس «قدم كل التسهيلات من أجل إقامة عملية سلام جادة تفضي إلى طريق واضح لحل الدولتين لكن الحكومة الإسرائيلية لا تريد سلام، بل تريد استيطاناً ومداهمات»، مشيراً إلى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في هذا الصدد والتي تعارض حل الدولتين وتعتدي على عملية السلام. وشدد على «ضرورة تدخل العالم الذي يجب ألا يصمت أمام هذا العدوان السافر لهذه الحكومة الإسرائيلية على عملية السلام»، لافتاً إلى أن اللوم يقع على إسرائيل التي لا تريد سلاماً ولا تريد حل الدولتين، وتصريحات مسؤوليها كافة ضد أي توجه لعملية السلام، وقال: «نحن في انتظار كيف ستتصرف الرباعية والإدارة الأميركية». من جهة أخرى، جددت الأمانة العامة للجامعة العربية إدانتها لسياسة التهجير العنصري الإسرائيلي والاعتداء على الحقوق الأساسية للمدنيين الفلسطينيين. وقال قطاع فلسطين في الجامعة في بيان صدر أمس إنه يتابع عن كثب إضراب المواطن المقدسي أحمد المغربي عن الطعام لأكثر من 20 يوماً أمام السفارة الإسرائيلية في برلين في ألمانيا احتجاجاً على رفض السفارة الإسرائيلية إضافة ابنته الصغيرة زينب إلى هويته المقدسية. ووصف قطاع فلسطين هذا العمل بأنه غير مسؤول من جانب إسرائيل ويعكس بوضوح عنصرية القوانين والأوامر العسكرية للاحتلال الإسرائيلي التي تمنع لم شمل الأسر وتعمل على تمزيقها وتشتيتها. وقال البيان: «حذرت الجامعة العربية مراراً وتكراراً من خطورة هذه القوانين العنصرية وانعكاسها الخطير على حياة المدنيين العزل»، لافتاً إلى أنها تطال كثيراً من الأسر الفلسطينية (الزوجة والزوج والأطفال). ولفت إلى أن السياسة الإسرائيلية تسعى إلى منع أي مقدسي أو مقدسية من الزواج من أهالي الضفة الغربية أو قطاع غزة. وطالب قطاع فلسطين في الجامعة العربية المنظمات الدولية لحقوق الانسان والجهات المدافعة عن مبادئ حقوق الإنسان في أوروبا التدخل لمنع تنفيذ هذه القرارات العنصرية نظراً الى تأثيرها المباشر والسلبي على الأسر الفلسطينية. وأكد صبيح أن الجامعة تساند حق المواطن أحمد المغربي في تسجيل ابنته كباقي الآباء في العالم، داعياً الهيئات العاملة في مجال حقوق الإنسان وفي مجال الطفولة، خصوصا في دول الاتحاد الأوروبي لمساندة المواطن المغربي ونصرته. الى ذلك، أكدت الجامعة العربية استمرار الجهود لتقديم المساعدات إلى الفلسطينيين في قطاع غزة من خلال قوافل الإغاثة. وقال رئيس مكتب الأمين العام للجامعة السفير هشام يوسف في تصريح له أمس إن هناك جهوداً مستمرة لتقديم المساعدات الى قطاع غزة. وأشار إلى أن الاجتماعات الخاصة بإرسال قوافل الإغاثة الإنسانية التي عقدها البرلمان العربي في مقر الجامعة العربية، قررت توجيه قوافل على دفعات، كانت الأولى يوم الخميس الماضي. ونوّه إلى أن القافلة الطبية من الجامعة إلى غزة تضم 16 جهاز غسيل كلوي وكمية كبيرة من الأدوية أُرسلت من الجامعة إلى غزة. وذكر أن هذه الجهود جاءت نتيجة زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى غزة في 12 حزيران (يونيو) الماضي واطلاعه على حاجات القطاع، خصوصاً الصحية. وأكد أن هناك المزيد من المساعدات، منوهاً بالخطوة المهمة للبرلمان وللجامعة العربية لتقديم المساعدات لقطاع غزة، خصوصاً الصحية. وكان البرلمان العربي قرر في اجتماعات له في الجامعة العربية الأسبوع الماضي توجيه قوافل موسمية، الأولى بداية شهر رمضان الكريم، والثانية مع بداية السنة الدراسية، والثالثة مع بداية فصل الشتاء، على أن تتم مراجعة ما سيتم إقراره عقب إرسال كل قافلة.