استمر المستوى المتصاعد لجرأة النقد المقدمة من مسلسل طاش 17، إذ عرت حلقته الخامسة التي جاءت بعنوان: «الشعب في عيوني» وكتبها عبدالرحمن الوابلي، بعض أوجه الفاسدين في القطاعين الخاص والعام. كما لم تغفل الحلقة دور الإعلام النزيه في رصد ومحاربة الفساد، ورفضه لجميع الإغراءات والضغوطات التي يتعرض لها من قبلهم. على رغم رضوخه في الأخير من خلال استخدام ورقة إيقاف الإعلانات عن الصحف، في مقابل إسكات الأصوات النزيهة التي تعمل على فضح الفاسدين. وعالجت الحلقة بشكل رئيسي دور الفساد في حصول كارثة «سيول جدة» التي حدثت في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام الماضي، وراح ضحيتها العشرات، وتسببت في خسائر مادية كبيرة. كما تطرقت إلى أمر خادم الحرمين الشريفين بإحالة المتهمين والمتورطين في كارثة جدة إلى التحقيق، وما أسفر عنه في إلقاء القبض على الفاسدين. وتوضح الحلقة حجم الفساد المالي في بعض «قطاعات» حكومية بسبب إعطاء مشاريع لصالح مسؤول في القطاع الحكومي، إذ لا يتورع في الضغط على الشركات باستغلال موقعه في إفشاء معلومات في مقابل مبالغ مادية تحول في حسابات له خارج البلاد. وتصنف الحلقات التي يكتبها الوابلي في مسلسل طاش من الحلقات الجريئة، فهو كاتب حلقات «ولاتجسسوا»، و «ليبراليون ولكن». يقول الوابلي: كنا حريصين على أن لا نتحدث عن شركة بعينها، أو جهة حكومية محددة، ولكن كنا نتحدث عن الفساد بجميع أشكاله». ويكشف ل«الحياة»: أن ما سرده في الحلقة هي وقائع حقيقية ومؤكدة، مع قيامه بتغيير الأسماء. ويوضح الوابلي أن قصر وقت الحلقة لا يساعد الكاتب أحياناً على سرد التفاصيل وتقديمها بالشكل الذي يناسب أهمية الموضوع. فحلقة طاش لا تتعدى نصف الساعة، وهي مدة قليلة قد نختصر فيها بعض التفاصيل التي قد تغيب عن المشاهد، ففي هذه الحلقة لم نشاهد كيف عاد الصحافي الذي أقيل من صحيفته بضغط من المعلنين، ولكن في القصة نجد أنه عندما وجد هذا الصحافي محقاً في كتاباته، قررت الصحيفة إعادته إليها.