سرّحت تركيا 73 من أفراد سلاح الجوّ، في إطار حملة ل «تطهير» الجيش من أنصار جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في تموز (يوليو) الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن تسريح هؤلاء عزّز قوة الجيش، إذ «يتخلّص من خونة جماعة غولن». في السياق ذاته، أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء بإصدار 105 أوامر لتوقيفات في 17 محافظة، تطاول «أئمّة يعملون في القوات المسلحة» وجنوداً مرتبطين بجماعة غولن. وأشارت إلى أن الأئمّة يشغلون مناصب قيادية في الجماعة. وتفيد تقديرات بتسريح أكثر من 5 آلاف عسكري منذ المحاولة الانقلابية، بينهم 151 جنرالاً وأدميرالاً. وأشارت «الأناضول» إلى أن حوالى 400 شرطي بدأوا في مدينة قيصرية وسط تركيا، حملةً لتوقيف 147 أستاذاً مُتهمين باستخدام تطبيق «بايلوك» للرسائل المشفرة الذي يستخدمه أنصار غولن. وأضافت أن الأساتذة الذين جُمِّدت مهماتهم بعد المحاولة الانقلابية، متهمون ب «خرق الدستور» و «محاولة إطاحة الحكومة التركية» و «الانتماء إلى منظمة إرهابية مسلحة». وتابعت أن بعضهم أوقف. في غضون ذلك، أكد ناطق باسم المستشارة الألمانية أنغيلا مركل أن بلاده «لا تساوم» على مسألة حرية الصحافة، بعدما شكت هيئة الإذاعة والتلفزيون الألمانية «دويتشه فيلله» في أن أنقرة صادرت تسجيلاً لمقابلة أجرتها مع وزير الشباب والرياضة التركي عاكف كاغاتاي كيليتش في مكتبه. ووصف المدير العام للشبكة بيتر ليمبورغ الأمر بأنه «انتهاك صارخ لحرية الإعلام»، مضيفاً: «ما نشهده يشكّل اضطهاداً من النظام التركي. هذا لا علاقة له بدولة القانون والديموقراطية. لا يمكن لوزير أن يستجيب طوعاً (لإجراء) مقابلة، ثم يحاول حجب البثّ بهذا السلوك، فقط لأن الأسئلة المطروحة لم تعجبه». ووّجه الصحافي ميكايل فريدمان للوزير أسئلةً متعلقة بمحاولة الانقلاب الفاشلة وحملة «التطهير» والاعتقالات التي تلتها، ووضع وسائل الإعلام والمرأة في تركيا. وأشارت الشبكة إلى أن السلطات التركية لم تسمح لفريدمان وطاقم التصوير بمغادرة مقرّ الوزارة، حتى سلّموا تسجيل المقابلة الخاصة ببرنامج «في دائرة الخطر». واتصلت «دويتشه فيلله» مراراً بالوزارة لاستعادة التسجيل، لكن طلبها رُفض. وبرّرت الوزارة خطوتها بأن «الأسئلة التي وُجِّهت للوزير، لم تكن تلك التي أُرسلت مسبقاً». لكن الشبكة الألمانية شددت على ان «الأسئلة لا يُتفق عليها مسبقاً، ولا يمكن تقديم إذن لنشر المقابلات». وأعلنت أنها سترفع دعوى أمام القضاء.