جاءت مباريات اليوم الأول من الجولة الأولى من دوري زين السعودي مخالفة للتوقعات التي سبقت انطلاق الدوري، وكانت سرعة الأداء هي سمة المباريات الأربع، وهو ما ساعد في تسجيل نسبة جيدة من الأهداف خلال هذه المواجهات، التي تمكن فيها الاتحاد من الفوز على ضيفه الاتفاق بنتيجة هدفين في مقابل هدف وخروج الشباب خاسراً على أرضه من فريق الرائد بهدفين من دون مقابل، وتغلب القادسية على مستضيفه الفتح بنتيجة كبيرة قوامها ثلاثة أهداف في مقابل هدف، واستطاع النصر خطف ثلاث نقاط مهمة حينما تغلب على نجران بهدف دون رد. اتحاد المهارة «ألغى» الاتفاق احتاج فريق الاتحاد ل 65 دقيقة حتى يصل فعلياً لشباك حارس الاتفاق محمد خوجة الذي لم يتعامل جيداً مع تصويبة نايف هزازي السهلة، وكانت هذه الهفوة الكبرى نقطة تفوق لنجوم الاتحاد، الذين توافرت لهم المساحات عقب تقدم لاعبي الاتفاق للإمام، خصوصاً ومدرب الاتفاق اعتمد على تكثيف منطقة المناورة بعدد كبير من لاعبيه، إضافة إلى اعتماده على تكثيف منطقة عمق الدفاع بثلاثة لاعبين هم سياف البيشي وفهد المفرج وجمعان الجمعان، لعله يحرم مهاجمي الاتحاد من إيجاد الفراغات للوصول لحارس المرمى خوجة، وهذه التوجهات التكتيكية للمدرب حرمت الفريق من تهديد دفاعات الاتحاد طوال الشوط الأول، وجزء كبير من الشوط الثاني، وعوّل فريق الاتحاد كثيراً على المهارات الفردية، التي تميز فيها محترفاه البرتغاليان نونو اسيس، وباولو جورج وبمساعدة من الصقري والنمري، وكان الاتحاد قريباً من زيادة غلته التهديفية لو وفق مهاجمه هزازي في وضع اللمسة الأخيرة داخل الشباك الاتفاقية، حتى أن القائم والعارضة أسهما في تخفيف نتيجة المباراة، وإن كانت للبديل الناجح عبدالملك زايية بصمة في هذه المباراة حينما سجل الهدف الثاني مع الدقيقة (78)، إلا أن هذا الهدف أسهم في تهدئة اللعب كثيراً، وراح معها المدرب الاتحادي لإجراء تبديلات أسهمت في خطف المحترف الاتفاقي سبيستيان تيغالي هدف التقليص مع الدقيقة (86)، ولم تكن الدقائق المتبقية تكفي فريق الاتفاق لتعديل النتيجة في ظل ضعف المخزون اللياقي لدى لاعبيه. الرائد بالانتشار «غيّب» الشباب فرط فريق الرائد في فوز تاريخي على فريق الشباب حينما أهدر عدداً من الفرص الخطرة على مرمى وليد عبدالله ، الذي وفق كثيراً في التصدي لهذه الهجمات الخطرة من الثلاثي موسى الشمري ومن خلفه المغربي صلاح الدين عقال وعبدالمجيد الرويلي، واكتفى الرائد بتسجيل هدفين، جاء الأول مع الدقيقة (11) من ركلة جزاء أبدع في تسديدها موسى الشمري، وجاء الهدف الثاني في الوقت بدل الضائع (92) من البديل مازن الفرج، وانصبت الأفضلية في هذه المباراة بنسبة كبيرة لمصلحة لاعبي الرائد، الذين بذلوا جهداً كبيراً في مفاجأة لاعبي الشباب من خلال تنويع طريقة اللعب، فتارة تجد لاعبي الرائد في منتصف ملعبهم، ومن ثم يقومون بالانتشار السريع، الذي أربك قلبي الدفاع في الفريق الشبابي تفاريس ونايف القاضي، ومن أمامهما في عمق الوسط احمد عطيف وعمر الغامدي، وهو ما أوقعهم في كثير من الهفوات كانت إحداها هجمة ركلة الجزاء الباكرة، التي جاء منها هدف المباراة، وتأكيداً لأفضلية الرائد فوق المستطيل الأخضر طوال شوطي المباراة عجز لاعبي الشباب عن خلق فرص تهديف حقيقية على مرمى الخوجلي، وانحصار التهديد فقط في الكرات الثابتة سواء في التسديد المباشر من كماتشو، أو في الكرات العرضية التي يرسلها عبده عطيف، وعلى رغم بحث مدرب الشباب فوساتي عن حلول تكتيكية إلا أنه تأخر كثيراً في الزج بالمهاجم فيصل السلطان، وعبدالعزيز اليوسف، لعل أن يكون لهما الدور الفعلي في اختراق التكتل الدفاعي الذي وفق فيه مدافعو ووسط فريق الرائد طوال شوطي المباراة. تدخل زينغا فسجل النصر حقق لاعبو نادي النصر الأهم في مباراتهم أمام مستضيفهم نجران بخطف ثلاث نقاط في غاية الأهمية مع انطلاق مباريات دوري زين، وعطلت الكثافة العددية في وسط الملعب، وافتقار الفريقين للجرأة الهجومية كثيراً من خلق فرص قابلة للتهديف، حتى أن الكرات الخطرة حدثت من كرات ثابتة من الجانبين، وقد يكون الهدف الوحيد في هذه المباراة، والمسجل باسم لاعب الاتكاز في فريق النصر اوفيديو بيتري مع آخر دقائق المباراة (83) دليل على افتقار هذه المباراة لأي جمل هجومية تحسب للجانبين، على رغم وجود انفرادية سعود حمود في الوقت الضائع من المباراة، وتحسب لمدرب النصر زينغا تبديلاته الهجومية التي أنعشت نوعاً ما الهجوم النصراوي حينما استعان بالحارثي وسعود حمود، بينما في الجهة المقابلة لم يكن المدرب التونسي لفريق نجران مراد العقبي يمتلك أسلحة بديلة يعوّل عليها في إضافة قوة للفريق سواء هجومياً أم دفاعياً، وظل طوال المباراة يبحث عن إغلاق وسط ملعبه لعله يخرج من أولى المباريات بنتيجة التعادل، وتعتبر الإصابة التي تعرض لها صمام أمان الدفاع النجراني أنس بن ياسين ضربة موجعه للفريق، في ظل غياب البديل الجاهز لتغطية هذه المنطقة الحساسة، وكان حارس مرمى نجران جابر العامري أحد عوامل التميز في الفريق حينما أفسد بعض المخططات الهجومية النصراوية في المباراة، وعطفاً على مجرى المباراة فإن الفريق النصراوي استحق نتيجة المباراة بهدفه الوحيد. عقاب القدساويين أثمر عن ثلاثة عاقب لاعبو فريق القادسية نظراءهم في فريق الفتح حينما تمكنوا من تجاوز الدقائق الأولى من الشوط الأول بنجاح، التي اندفع فيها لاعبو الفتح من أجل تسجيل هدف باكر، وتمكنوا من تسجيل هدفين في الشوط الأول مستغلين هذا الاندفاع وتمكن المحترف ماستر ايدو من كسر مصيدة التسلل في مناسبتين (32) و(40)، وتسبب هذان الهدفان في ارتباك لاعبي الفتح، الذين تسرعوا في البحث عن تقليص النتيجة، وعلى رغم تمكنهم من هذا الشيء مع الدقيقة (60) من قدم أحمد بوعبيد، إلا أنهم وقعوا في فخ الشوط الأول ذاته، حينما تقدموا هجومياً عقب هذا الهدف، وهو ما ساعد لاعبي القادسية في استغلال هذه الوضعية، ووجدوا المساحات التي جلبت لهم الهدف الثالث عن طريق ركلة الجزاء (64) سجلها مبارك الأسمري، ليعتبر هذا الهدف هدف الاطمئنان للقادسية، ويعتبر هدف الإحباط للاعبي الفتح، الذين وجدوا صعوبات داخل ملعب المباراة في الوقت المتبقي من المباراة، ولم تفلح التبديلات والتدخلات من مدرب الفريق في معالجة الخلل الذي كان عليه وسط ومدافعو الفتح.