أشارت المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون إلى «إجماع» مسؤولي وخبراء الاستخبارات في الولاياتالمتحدة على تحميل أجهزة الاستخبارات الروسية مسؤولية هجمات إلكترونية استهدفت الحزب الديموقراطي، طاول أحدها قواعد بيانات لناخبين في أريزونا. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن كلينتون وصفها التدخلات الروسية بأنها «تهديد لا سابق له من قوة أجنبية في عمليتنا الانتخابية، يتعامل معه مسؤولو استخباراتنا بجدية كبيرة، فيما تزيد المخاوف من أن مرشحاً للرئاسة من حزب كبير يشجع الروس على مزيد من القرصنة والتجسس علينا»، في إشارة إلى منافسها الجمهوري دونالد ترامب الذي اعتبرت أنه «يملك جاذبية غريبة للطغاة». وكان ترامب أشاد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ودعا موسكو إلى كشف عشرات الآلاف من رسائل البريد الإلكتروني «المفقودة» خلال تولي كلينتون منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013. ثم قال لاحقاً إن تصريحاته «كانت للتهكم». لكن كلينتون ترددت في الإجابة على سؤال عما إذا كانت تعتقد بوجود محاولة روسية لدعم خصمها في الانتخابات، وقالت: «أردد كثيراً حكمة عظيمة عرفتها خلال إقامتي في أركنساو لسنوات طويلة، ومفادها أنك إذا وجدت سلحفاة على سياج منزلك، فهي لم تصل إلى هناك بنفسها. أعتقد أنه أمر لافت جداً أن يتزامن كشف التسلل الإلكتروني مع ترشح ترامب للرئاسة». في غضون ذلك، اعتذرت المرشحة الديموقراطية عن عدم قبول دعوة الرئيس المكسيكي إنريكه بينا نييتو لزيارة مكسيكو سيتي، حيث أثار ترامب «حادثاً ديبلوماسياً» خلال زيارة خاطفة الأسبوع الماضي. وعُقِد الاجتماع بين إنريكه وترامب في جو ودي، ولكنه كشف لاحقاً توترات عميقة، إذ واصل المرشح الجمهوري اتهام المكسيك ب «إرسال مغتصبين وتجار مخدرات إلى الولاياتالمتحدة، وتمسك بدعوته إلى بناء جدار حدودي تموّله المكسيك». وعلّقت كلينتون على الاجتماع، قائلة: «خرج ترامب ليقول شيئاً واحداً وعارضه الرئيس المكسيكي فوراً. لذا يبدو واضحاً أنه لا يعرف حتى كيف يتواصل في شكل فاعل مع رئيس دولة». وكانت اقتراحات ترامب الخاصة بالهجرة أخذت منحى جديداً أول من أمس، بإعلانه احتمال تقنين أوضاع ملايين المهاجرين غير الشرعيين، ولكن بعد اتخاذ خطوات كثيرة لمراقبة الحدود. وقال لمجموعة صغيرة من الصحافيين دعاهم إلى طائرته الخاصة للمرة الأولى منذ قبوله ترشيح الحزب: «أسيء تفسير أجزاء من الخطاب الذي ألقيته عن الهجرة في فينيكس قبل أيام، إذ وصف بأن لهجته كانت أكثر تشدداً، لكنني خففت فعلياً من حدة موقفي إلى حد ما، إذ أريد أولاً طرد العناصر الإجرامية، مثل مهربي المخدرات، وتشييد جدار على الحدود قبل درس كيفية التعامل مع ملايين المهاجرين غير الشرعيين الذين يلتزمون بالقوانين الأميركية، ويقدمون مساهمات للمجتمع». ورداً على سؤال عن احتمال رفع المصرف المركزي مستوى الفائدة الشهر الجاري، قال ترامب إن «المصرف يبقي أسعار الفائدة عند مستويات متدنية لئلا ينخفض كل شيء في اقتصادنا الزائف جداً، وفي مرحلة ما يجب أن تتغير الفائدة، ويبقى الشيء الوحيد القوي هو سوق الأسهم المصطنعة». وفي لاهاي، اتهم الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوض الأممالمتحدة لحقوق الإنسان، ترامب بنشر «تعصب عرقي وديني مهين»، وحذر من تصاعد نبرة شعبوية قد تتحول إلى عنف. وأدرج الأمير زيد المرشح الجمهوري في لائحة تضمه إلى زعماء اليمين الأوروبي وبينهم الهولندي خيرت فيلدرز والبريطاني نايجل فاراج والفرنسية مارين لوبن، ووصفهم بأنهم «شعبويون ديماغوجيون أصحاب تصورات سياسية خيالية يستخدمون أساليب ترهيب تشبه تلك التي يستخدمها تنظيم داعش».