أقر مسؤولون محليون في محافظة نينوى بأن غياب التفاهمات بين أربيل وبغداد حول مستقبل الموصل يشكل العقبة الرئيسة أمام إطلاق العملية الكبرى لاستعادة المدينة من «داعش»، فيما أعلنت وزارة النفط السيطرة على حرائق ست آبار نفط في ناحية القيارة. ويسعى الأكراد الى إبرام «اتفاق سياسي مع الحكومة الاتحادية» يقضي باستحداث محافظات جديدة تقطنها غالبية من الأقليات، في قضاء سنجار وتلعفر وسهل نينوى، وتشكيل إدارة محلية «توافقية» تراعي التنوع السكاني، وإعطائها حرية الاختيار في البقاء ضمن الحدود الإدارية للمحافظة أو الانضمام إلى إقليم كردستان. وقال الناطق باسم تنظيمات الحزب «الديموقراطي الكردستاني» في نينوى سعيد مموزيني في اتصال هاتفي مع «الحياة» إن «التأخير في إطلاق عملية تحرير الموصل رهن بتوصل بغداد واربيل إلى اتفاق، بالتنسيق مع قوات التحالف الدولي، حينها سيكون من السهولة تحقيق الانتصار، وإلا فإن العملية ستبقى معلقةً، فالعقبة الرئيسة سياسية وليست عسكرية». وأضاف «أنا موجود الآن مع البيشمركة المرابطة في جبل ناحية بعشيقة (سهل نينوى)، وهي لا تعاني من أي نقص لوجستي أو معنوي، وبإمكانه تحرير المدينة في غضون بضع ساعات إذا وجد التنسيق بين الأطراف المعنية». وأوضح أن «البيشمركة ملزمة إكمال تحرير ما تبقى من المناطق ذات الغالبية الكردية (المتنازع عليها)، سواء وافقت بغداد أو رفضت، ونرى أن القوات العراقية غير قادرة على تحقيق تقدم من دون البيشمركة، كما حصل في تحرير ناحية القيارة، في تقديم التسهيلات والتنقل وتأمين الممرات، حتى أن عدداً من القادة العسكريين المشاركين في العملية كانوا من الأكراد». ولفت إلى أن «بغداد كانت مترددة في إشراك البيشمركة في عملية الموصل، لكن الموقف اختلف بعد الزيارة الأخيرة لوفد برئاسة رئيس حكومة الإقليم (نجيرفان) يارزاني إلى بغداد»، وأضاف أن «شروط التوصل إلى اتفاق يكمن في إيلاء الأهمية لدور البيشمركة، وعدم انسحابها من المناطق التي حررتها بالدم، لأن استمرار وجود داعش يشكل خطراً على الإقليم». إلى ذلك، أكد محافظ نينوى السابق قائد «الحشد الوطني» أثيل النجيفي المدعوم من الأكراد في بيان أن «بغداد تتعامل مع ملف الموصل كأن أربيل غير معنية، وعدم توصل الطرفين إلى اتفاق على الجهات المشاركة في العملية العسكرية المرتقبة وعوامل استقرار المدينة بعد تحريرها هو السبب في تأخير انطلاق الهجوم». وأوضح أن «أربيل وبغداد تعملان برؤيتين متناقضتين، البيشمركة تتقدم نحو الموصل بقوس 200 درجة ومسافة تراوح بين 12 و25 كلم من أطراف المدينة، بينما يتقدم الجيش العراقي من مسافة 50 كلم وبقوس صغير، لذا من غير المعقول عدم إشراك البيشمركة، إلا إذا كان المقصود تأخير العملية لفترة طويلة جداً». وتحاول القوات العراقية تأمين محيط ناحية القيارة، وجعلها منطلقا لمعركة الموصل، لكنها تواجه عقبات في إطفاء الحرائق التي أشعلها «داعش» في آبار النفط الذي يتسرب إلى أحياء المدينة. وأكدت وزارة النفط في بيان أمس «السيطرة على ستة حرائق في وقت قياسي، وتم وضع السواتر الترابية وحفر خنادق، ومنع وصول التسرب إلى النهر»، مشيرةً إلى أن «ثلاث آبار ما زالت خارج السيطرة».