«فليكن منكم التغيير» مشروع شبابي أطلقه أخيراً، منتدى «شارك» الشبابي في رام الله وبالتعاون مع صندوق الأممالمتحدة للسكان وبتمويل من الوكالة الكندية للتنمية، حيث يستفيد من المشروع قرابة ألف شاب وشابة من مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة وقطاع غزة. ويهدف المشروع إلى تعزيز انخراط الشباب في مجتمعهم، وإطلاق قدراتهم الإبداعية، لتخفيف الفجوة بينهم وبين محيطهم الاجتماعي، من خلال دعم المبادرات الفردية والجماعية؛ لإحداث التغيير المطلوب. مجموعة شبابية من مدينة القدس وضواحيها مكونة من 18 شاباً وشابة خضعت لسلسلة تدريبات حول المسوحات والأوضاع المعيشية للسكان المقدسيين كالصحة والسكن والأمان والرفاهية، حيث تقاسموا العمل وجابوا أرجاء القدس، واستطاعوا الوصول إلى عدد كبير من المنازل والتجمعات السكنية ومؤسسات الشباب والنساء والأطفال والنوادي والمحال التجارية في شكل عشوائي، ليتمكنوا من استطلاع آراء السكان، والحصول على المعلومات الدقيقة تجاه ظروفهم وأوضاعهم المعيشية، وليقدموا صورة ما يعانيه المقدسيون من اعتداءات وانتهاكات كهدم البيوت وسحب الهويات وفرض الضرائب وقلة الخدمات والمرافق جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في القدس. وتمكن الشباب المقدسي من جمع ما يزيد على 800 استمارة ويجرى الآن التحضير لعقد عدد من اللقاءات مع مسؤولين وصناع قرار في القدس لتقديم المساعدة والعون لهذه الفئة وتحسين أوضاعها المعيشية. وفي مبادرة ثانية أخذت مجموعة شبابية أخرى مكونة من فتاتين وأربعة شبان على عاتقها تنظيم دروس تقوية لما يزيد على 150 طفلاً وشاباً، منهم عدد من طلبة الثانوية العامة على مدار عشرة أيام سبقت الامتحان النهائي. واستطاعوا تقديم الكثير لأجل الشباب، ويتابعون العمل حالياً مع فئة أخرى من طلبة قرية الزبيدات في منطقة الأغوار الفلسطينية. وفي الأغوار كل شيء ممنوع، والحياة البدائية سمة الحياة هناك. الحواجز العسكرية الإسرائيلية منتشرة في كل مكان. البدو الفلسطينيون لا يستطيعون دخول أراضيهم إلا بتصريح مرور إسرائيلي، حتى المياه تخضع للتفتيش، منازلهم التي لا تحمل صفة المنازل تحولت إلى أكوام من الخردة، في المقابل يشاهد الفلسطيني المستوطنين اليهود يشيّدون القصور والمزارع الحديثة فوق أراضي آباء الفلسطينيين وأجدادهم، غير آبهين بأوجاع أصحاب الأرض الحقيقيين. ولا يقتصر المشروع على المبادرات الشبابية الجماعية، بل يستطيع كل فرد بذاته التقدم بطلب لتنفيذ مبادرة ما، كما فعلت شفاء البربراوي، حيث قامت بالتطوع في مركز تكنولوجيا المعلومات التابع لمنتدى «شارك» ولبلدية حلحول في الخليل، وقامت بسلسلة برامج تدريبية للأطفال وتطوير قدراتهم في مجال استخدام الحاسوب... تشعر شفاء بفخر كبير لما تقدم من خدمات لقطاع الأطفال في بلدتها، وتحاول الآن تفعيل متطوعين آخرين بهدف توسيع خدمات البرنامج. ويقول بدر زماعرة المدير التنفيذي لمنتدى «شارك»: «يواجه قطاع الشباب في فلسطين جملة من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بفعل الاحتلال الإسرائيلي وسياساته، والانقسام وتبعاته، ما جعل الشباب عرضة للهجرة بسبب ما يعانونه من فقر في بلدهم». ويضيف: «استجابة لهذا الوضع، أطلق منتدى شارك الشبابي وبالشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان، مشروع «فليكن منكم التغيير» لتعزيز روح العمل المجتمعي لدى الشباب، تعزيز التغير البنّاء والايجابي في المجتمع الفلسطيني، ورفع مشاركة الشباب في صناعة مستقبلهم. وعن الفئة المستهدفة من الشباب» يقول زماعرة: «استهدفنا الفئة العمرية ما بين 18 – 24... الشباب أصحاب المبادرات الخلاقة، والشباب المبدع، والراغب في المشاركة والتغيير، كما راعينا الشباب الأكثر تضرراً من الجدار والاستيطان، والأكثر انكشافاً لعوامل الفقر، والبطالة، والتهميش.