بعد تعتيم إعلامي استمر 273 يوماً من دون مؤتمر صحافي واحد، قبلت المرشحة الديموقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية هيلاري كلينتون بأن يشاركها الصحافيون طائرتها الخاصة ليتنقلوا معها، وذلك رداً على اتهامها بعدم الشفافية. لكن الطامة الكبرى بالنسبة إلى كلينتون كانت لحاق منافسها دونالد ترامب بها في الاستطلاعات على صعيد وطني، وبعض الولايات الحاسمة. وقبل 63 يوماً من موعد الاستحقاق الرئاسي في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أعلنت حملة كلينتون أمس الإفساح في المجال أمام الصحافيين لركوب طائرتها الخاصة بدل اللحاق بها في طائرة مخصصة للإعلاميين، وهو أمر متّبع أيضاً لدى ترامب الذي يمنعهم من ركوب طائرته. وتهدف خطوة كلينتون إلى الإيحاء بشفافية أكبر وانفتاح على الإعلام، بعد شهور من الانتقادات لسرية تصرفاتها وعدم عقدها مؤتمراً صحافياً واحداً هذه السنة. وسادت تقاليد خلال الانتخابات الأميركية بأن يسمح المرشح للصحافيين بركوب طائرته، ما جعل كلينتون وترامب حتى يوم أمس، الاستثناء الوحيد في هذه الحملة. وانتقد الإعلام الأميركي قطع ترامب الطريق أمام الصحافيين لمرافقته إلى المكسيك الأسبوع الماضي، وتحويل طائرتهم من لوس أنجليس إلى ولاية آريزونا. ومع دخول السباق الأسابيع الثمانية الأخيرة الحاسمة، بدأت الحملتان تركزان على استراتيجية أكثر حذراً لتفادي أي خطأ قد يكلّف أياً منهما السباق. وبعد عطلة عيد العمال في الولاياتالمتحدة أمس، بدأت استعدادات كلينتون وترامب للمناظرة الأولى في 26 الشهر الجاري في نيويورك، والتي سيديرها الإعلامي من «إن بي سي» ليستر هولت ويُتوقّع أن تحطم الأرقام القياسية في عدد المشاهدين. وتتدرب كلينتون على مناظرة شخصيات مشاكسة وعفوية مثل ترامب، فيما يحاول الأخير إحكام هجومه على السيدة الأولى السابقة بالتركيز على رصيدها في السياسة الخارجية، وفضائح بريدها الإلكتروني وتشكيك الناخب بصدقيتها. ونجح ترامب منذ تغيير طاقم حملته وقراءته نصوصاً خطابية بدل التحدث في شكل عشوائي، باللحاق بكلينتون في بعض استطلاعات الرأي، وتقليص الفارق بينهما من عشرٍ إلى أربع نقاط. أما في الولايات الحاسمة والكبيرة، والتي سيعود لها حسم السباق، فيتعادل المرشحان اليوم في ولاية أوهايو (استطلاع أميرسون) فيما تتقدم كلينتون في بنسلفانيا وفلوريدا، ويتقدم ترامب في ولاية آيوا. وتراهن كلينتون على تفوّقها في مجال جمع التبرعات الانتخابية (143 مليون دولار الشهر الماضي) والصورة السلبية لترامب وتراجع شعبيته لدى الأقليات. أما ترامب فيراهن على تحسين صورته وسط الأفارقة الأميركيين واللاتين، من خلال زيارات ولقاءات في ولايتي ميشيغان وآريزونا، وتصوير كلينتون بوصفها غير جديرة بالثقة، وضعيفة في قضايا الأمن القومي. وستكون للمناظرات التلفزيونية أهمية واسعة نظراً إلى الوهج الإعلامي للسباق، كما سيعود منافس كلينتون السابق بيرني ساندرز والرئيس باراك أوباما ونائبه جوزف بايدن إلى خط الحملة، لمساعدة المرشحة الديموقراطية في الأسابيع المقبلة. وتعطي الاستطلاعات أيضاً أرجحية للديموقراطيين لانتزاع أكثرية في مجلس الشيوخ، ما يعني مساراً تشريعياً أسهل لكلينتون من أوباما، في حال فازت في الانتخابات الرئاسية.