أكد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد ان موافقة السلطة الفلسطينية على إطلاق مفاوضات مباشرة مع إسرائيل لم تُحسم بعد بانتظار الرد الأميركي على المطالب العربية، والذي ستتسلمه من مساعد المبعوث الاميركي ديفيد هيل اليوم او غداً. جاء ذلك في وقت كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» أن السلطة ناقشت خيارات عدة لمواجهة الضغط الأميركي على الرئيس محمود عباس للبدء في المفاوضات، ومن بينها اقتراح على اعلى المستويات بحل السلطة، مؤكدة أن نقاشات عاصفة جرت خلال الأسابيع الماضية وتتواصل حالياً من أجل التوصل الى رؤية محددة ازاء مقاومة الضغوط الأميركية المتزامنة مع «انقلاب» في الموقف العربي الرسمي بعيداً عن دعم الموقف الفلسطيني. وأعلن الاحمد في اتصال هاتفي مع «الحياة» في القاهرة ان السلطة الفلسطينية تثمن الرسالة التي بعثت بها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون لدول الاتحاد وابلغتهم فيها بأن اللجنة الرباعية تعمل على إعداد بيان يتضمن تعهداتها السابقة ويتزامن مع إطلاق المفاوضات ويشكل الأساس للمفاوضات المباشرة. غير ان الاحمد شدد على ضرورة ان تدعم اطراف اللجنة الرباعية هذا البيان كي يكون مرجعية واضحة لاستئناف المفاوضات، علما ان الرباعية تضم الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. واكد ان السلطة لم تحسم أمرها بعد في شأن المفاوضات بانتظار ان يوافق رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو على المطالب العربية، او ان توافق الادارة الاميركية على بيان الرباعية. في غضون ذلك، كشفت مصادر فلسطينية ل «الحياة» في غزة النقاشات الدائرة داخل السلطة في شأن ما تتعرض اليه من ضغوط لإطلاق المفاوضات مع اسرائيل. ولفتت الى تراجع الموقف العربي، مشيرة الى أن «وزراء الخارجية العرب لم يقدموا أي دعم تقريباً للرئيس عباس أثناء اجتماع لجنة المتابعة العربية الأخير... وباستثناء اقتراحيْن تقدم بهما وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، ورئيس الوزراء القطري رئيس لجنة المتابعة العربية للسلام الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، فإن الوزراء قالوا للرئيس عباس ما يشبه: اذهب وقاتل وحدك». وأضافت أن «الاقتراح العُماني ينص على اجراء محادثات جادة فلسطينية - اسرائيلية تمهيدية في لندن قبل التوجه الى المفاوضات المباشرة، فيما اقترح الشيخ حمد ارسال رسالة باسم العرب الى الرئيس باراك اوباما». وإزاء هذه الأوضاع والمقترحات، قالت المصادر ان مسؤولين وقياديين «فتحاويين» ومن فصائل أخرى، قدموا اقتراحات «متشددة وتصعيدية» لمواجهة الضغط ألأميركي وتمسك اوباما بما جاء في رسالته الى عباس في 17 الشهر الماضي وعدم التراجع عنها أو تعديلها. واوضحت ان مسؤولا رفيعا جداً اقترح أن «يرسل عباس رسالة خطية شديدة اللهجة الى اوباما يبلغه فيها بأن تلك الضغوط والمفاوضات المباشرة ستؤدي الى عدم تحقيق الحقوق الفلسطينية، بل تدمير الحركة الفلسطينية برمتها»، وأنه «ما لم تتم اقامة دولة فلسطين الى جانب اسرائيل قبل نهاية العام، فإن الفلسطينيين سينهون كل شيء». وقالت المصادر إنه في ضوء ذلك «تمت مناقشة خيار حل السلطة الفلسطينية للخروج من المأزق، وحتى لا تبقى السلطة اليد الموجعة التي تضغط عليها اسرائيل لتحقيق مآربها وأهدافها». وأضافت المصادر أن عباس يشعر ازاء كل ذلك بأنه دخل «في عمق الأزمة، وهو محتار ولا يدري ماذا يفعل، ولم يتخذ قراراً بعد». وأوضحت أنه «قرر اجراء مزيد من المشاورات والمحادثات والاتصالات مع عدد من القادة العرب والعالم قبل اتخاذ القرار بالبدء بالمفاوضات المباشرة من عدمه أو اللجوء الى خيارات اخرى». ولفتت الى أن الرئيس الفلسطيني أبلغ نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية ديفيد هيل أثناء اجتماعه معه في مدينة رام الله قبل نحو عشرة أيام أنه «لن يكرر تجربة الرئيس الراحل ياسر عرفات ويخوض مفاوضات على غرار ما حصل في مفاوضات كمب ديفيد 2، وأنه ربما سيفكر خارج المألوف من الآن فصاعداً».