سجلت دوريات المراقبة والمتابعة في محمية جزر فرسان طائر الحبرو العربي المهدد بالانقراض في المحمية وقاموا بتصويره. فيما شكلت الهيئة السعودية للحياة الفطرية فريقاً بحثياً متخصصاً في علم الطيور للقيام بمسوح ميدانية في المحمية، والتعرف على المواقع والبيئات التي تم تسجيل الطائر بها، والبحث عن دلائل لوجود الطائر، والاستبيان من الجوالين بالمحمية عن ذلك. وتم مشاهدة الطائر مرتين في الخامس من آب (أغسطس) الماضي بوادي مطر ذات التربة الطينية، التي يتركز بها الغطاء النباتي، وبخاصة أشجار السمر والسلم. ويعد تسجيل هذا الطائر في محمية جزر فرسان من أهم التسجيلات، ليس فقط كونه من الطيور المهددة بالانقراض على المستوى الإقليمي نظراً إلى تدهور أعداده في جميع مناطق انتشاره، بل لأنه يفتح ملف احتمال هجرته وحركته بين الجزيرة العربية وقارة أفريقيا. في حين أوضحت دراسات سابقة لمجموعة من طيور الحبرو العربي بسهل تهامة باليمن أجرتها هيئة البيئة بأبوظبي وهيئة حماية البيئة اليمنية أن حركة المجموعة محدودة في نطاق لا يتجاوز 1000 كيلومتر مربع وربما تكون مجموعة مقيمة. ويعتبر هذا التسجيل مهماً لجزيرة فرسان من الناحية العلمية لأنه ربما يدل على استخدام الطائر للجزيرة، منطقة عبور وتوقف خلال حركته، فضلاً عن أنه يؤكد على ما ذكره أهالي المنطقة من قبل أن «الحبرو» العربي يأتي في فصل الأمطار الخريفية للتكاثر بتهامة المملكة. وطائر الحبرو العربي هو أحد أكبر الطيور المتكاثرة بالجزيرة العربية، وينتشر في المملكة على امتداد سهل تهامة وفي مناطق أخرى في القارة الأفريقية، وعلى رغم هذا الانتشار الواسع إلا أن الدراسات تشير إلى تناقص أعداده في جميع مناطق انتشاره الجغرافي وبشكل ملفت للنظر في المملكة. وسجلت المسوح بين عامي (1987-1992) بجنوب غرب المملكة 13 مشاهدة، منها مشاهدة للطائر خمس مرات والبقية كانت عبارة عن دلائل لآثار أقدام ومخلفات للطائر، فيما قدرت دراسات سابقة عام 2010 أن الإناث المتكاثرة حوالى 50 أنثى. وتوقعت دراسة أجراها عالم فرنسي بين عامي 1971-2004 أن يدخل طائر الحبرو العربي دوامة الانقراض قبل عام 2020، موضحة أنه لم تبدأ حتى الآن إجراءات حماية فعالة وطويلة المدى للمحافظة على هذا الطائر. وأوصت الدراسة بضرورة البدء في عمل الدراسات والمسوح في جميع فصول السنة وفي جميع مناطق انتشاره بتهامة والتعرف على ما إذا كانت هناك مجموعات متكاثرة بالمملكة مع تكثيف برامج التوعية البيئية وحفز وتدريب الجوالين على الإسهام في القيام بتسجيل المشاهدات لأنواع الحياة الفطرية خلال جولاتهم الميدانية، فضلاً عن التعاون مع الجهات ذات العلاقة لمناقشة إمكان إكثاره في الأسر بغرض إعادة توطينه والمحافظة عليه في مناطق انتشاره.