سجلت دوريات المراقبة والمتابعة في محمية جزر فرسان، طائر "الحبرو" العربي المهدد بالانقراض، حيث قامت الفرق بتصويره، وشكلت الهيئة السعودية للحياة الفطرية فريقا بحثيا متخصصا في علم الطيور للقيام بمسوحات ميدانية في المحمية، والتعرف على المواقع والبيئات التي تم تسجيل الطائر بها، بالإضافة إلى البحث عن دلائل جديدة لوجود أنواع أخرى من فصيلة هذا الطائر. وكشفت الهيئة السعودية للحياة الفطرية في بيان صحفي لها، أنه تبين من خلال فرق الرصد والمتابعة، مشاهدة الطائر مرتين في هذا العام، وذلك بوادي مطر ذي التربة الطينية التي يتركز فيها الغطاء النباتي، وخاصة أشجار السمر والسلم. وأشارت الهيئة، إلى أن تسجيل طائر "الحبرو" العربي في محمية جزر فرسان، يعد من أهم التسجيلات باعتباره فصيلا مهددا بالفناء على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى قدرته على الهجرة بين الجزيرة العربية وإفريقيا، لافتة إلى أن هناك دراسات سابقة أجرتها هيئة البيئة بأبوظبي، وهيئة حماية البيئة اليمنية، لمجموعة من طيور"الحبرو" العربي بسهل تهامة باليمن، أكدت فيها أن حركة المجموعة محدودة في نطاق لا يتجاوز 1000 كيلومتر مربع، وربما تكون مجموعات مقيمة. ويعد هذا التسجيل مهم أيضا لجزيرة فرسان من الناحية العلمية، إذ يدل ذلك على أن الطائر يستخدم هذه الجزيرة كمنطقة عبور وتوقف خلال حركته، كما أنه يتطابق مع شهادة أهالي المنطقة بأن "الحبرو" العربي يأتي في فصل الأمطار الخريفية للتكاثر بتهامة المملكة. بينت الهيئة أن طائر "الحبرو" العربي يعتبر أحد أكبر الطيور المتكاثرة بالجزيرة العربية، حيث ينتشر في ربوع المملكة على امتداد سهل تهامة، وفي مناطق أخرى في القارة الإفريقية، مضيفة "أنه بالرغم من هذا الانتشار الواسع، إلا أن الدراسات تشير إلى تناقص أعداده بشكل كبير في جميع مناطق انتشاره الجغرافي". وأوضحت الهيئة، أن المسوحات سجلت بين عامي 1987 و 1992، 13 مشاهدة، منها 5 مرات معاينة له، والباقي دلائل لآثار أقدام ومخلفات له، وذلك بين منطقة الليث والدرب جنوب غرب المملكة. وأشارت إلى أن هناك دراسات سابقة في عام 2010، قدرت أن الإناث المتكاثرة من هذا الطائر قرابة 50 أنثى، لافتة إلى الدراسة التي أجراها عالم فرنسي بين عام1971و 2004، وكشف من خلالها أن الانقراض الفعلي لهذا الطائر سيبدأ في عام 2020، إذا لم تتخذ إجراءات الحماية والمحافظة عليه.