شهدت عدن تفجيراً انتحارياً أمس، فيما تمكنت وحدات من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية من تحقيق انتصارات نوعية على جبهات القتال مع ميليشيات الانقلابيين الحوثيين والقوات المتحالفة معهم التابعة للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وتقدّمت قوات الشرعية على جبهة نهم المتاخمة للعاصمة صنعاء، وسيطرت على عدد من المواقع وعلى التباب بعد دحر المتمرّدين منها، في حين تكبّدت الميليشيات خسائر فادحة على الأرض وفي صفوف أفرادها، على جبهات حرض- ميدي في محافظة حجة وجبهات المواجهة في محافظة تعز. وفي حين شنّ طيران التحالف العربي عشرات الغارات على مواقع للحوثيين ومخازن أسلحة وطرق إمدادات في محافظاتصنعاء، وصعدة، وحجة، وتعز، أكدت مصادر عسكرية في مناطق على الحدود بين اليمن والسعودية أن ميليشيات الحوثيين تعرّضت لضربة كبيرة أثناء محاولة تسلُّل جديدة إلى الأراضي السعودية. وأوضحت المصادر أن القوات السعودية رصدت محاولة تسلُّل للحوثيين قبالة منفذ الطوال، وباغتتهم بعد توغُّلهم بهجوم شاركت فيه طائرات «أباتشي» ما أدى إلى سقوط عشرات بين قتيل وجريح من عناصر الميليشيات وتدمير آليات. وقصف التحالف دار الرئاسة ومعسكرات النهدين والأمن المركزي في صنعاء، كما تعرضت مواقع ومعسكرات للميليشيات في محافظات أخرى للقصف، منها الحديدة والمحويت وصعدة. وقصفت مقاتلات التحالف مواقع الحوثيين في جبل النار شرق مدينة حرض ودمرت مخزن أسلحة، في وقت تصدت قوات الجيش اليمني لهجوم واسع نفّذته ميليشيات الحوثيين لاستعادة قلعة ميدي التاريخية. وقالت مصادر إن قوات الجيش أجبرت الحوثيين على التقهقر، بعد أن كبّدتهم خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، بعد محاولة الزحف على القلعة ومدينة ميدي. إلى ذلك، جُرح جنود وقُتِل آخرون بتفجير استهدف أمس نقطة تفتيش في مدينة عدن (جنوب). وقال مصدر أمني إن انتحارياً فجّر نفسه في نقطة تفتيش في جولة عبدالقوي في الشيخ عثمان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود وجرح آخرين. واستؤنف العمل أمس في مصفاة النفط في عدن، بعد توقُّف دام أكثر من سنة. في غضون ذلك، أكد الرئيس عبدربه منصور هادي أن خيارات الحكومة اليمنية لجهة تحقيق السلام تهدف إلى «استعادة الدولة من قبضة المتمرّدين الحوثيين ومن معهم من الانقلابيين والعصابات المسلحة في صنعاء». وأشار إلى مساعي الحكومة الجدية نحو السلام وتنازلاتها في هذا الإطار خلال جولات محادثات السلام. وقال هادي خلال ترؤسه في الرياض أمس، اجتماعاً للهيئة الاستشارية، كُرِّس لدرس المستجدات السياسية والميدانية إن «التنازلات المقدّمة تأتي انطلاقاً من مسؤولياتنا الوطنية والإنسانية تجاه بلدنا وشعبنا، فيما لم يعِر الانقلابيون قرارات المجتمع الدولي أي اهتمام في تحدٍّ وغطرسة، تنفيذاً لأجندة دخيلة». وباشر المبعوث الدولي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد تحضيراته لجولة مرتقبة من مشاورات السلام اليمنية، خلال زيارة إلى مسقط، التقى خلالها الوزير المكلف الشؤون الخارجية يوسف بن علوي بن عبدالله. وذكرت مصادر أن وفد الانقلابيين لم يلتقِ المبعوث الأممي بعد، لإصرارهم على عقد الاجتماع في صنعاء.