عقدت في مدينة هانغتشوالصينية، على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت أمس، قمة بين الرئيسين المصري عبدالفتاح السيسي والصيني تشي جين بينغ ركزت على تعزيز التعاون بين البلدين في الملفين الاقتصادي والأمني. ومن المقرر أن يختتم السيسي اليوم زيارته الصين بسلسلة من اللقاءات تجمعه بالرئيس فلاديمير بوتين ويكون ملف عودة السياحة الروسية حاضراً فيها بقوه، بالإضافة إلى حسم النقاط العالقة في اتفاق إنشاء محطة الضبعة النووية. كما يلتقي السيسي الرئيس فرانسوا أولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل. ووفقاً لبيان رئاسي مصري، فإن السيسي استهل نشاطه أمس في مدينة هانغتشو الصينية حيث يرأس وفد بلاده المشارك في قمة العشرين، بعقد لقاء مع الرئيس الصيني في مقر إقامته، مشيراً الى ان الرئيسيْن عقدا جلسة محادثات بحضور وفدي البلدين خلال إفطار عمل أقامه الرئيس الصيني. وأوضح البيان انه تم خلال المحادثات البحث في «سُبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في عدد من المجالات، ومن بينها أنشطة البحث العلمي المرتبط بالصناعات الدوائية والتقنيات الصناعية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتقنيات الزراعية، والتدريب المهني، وتحديث قطاع المشاريع المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر». ونقل البيان تأكيد الرئيس الصيني «استمرار دعم بلاده للجهود التي تبذلها مصر من أجل إرساء دعائم الاستقرار ودفع عملية التنمية الشاملة في إطار احترام الأولويات الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لمصر». وأعلن الناطق باسم الرئاسة المصرية أنه تم خلال اللقاء استعراض المشاريع المشتركة بين البلدين في المجالات المختلفة، ومناقشة تعزيز التبادل التجاري وتشجيع دخول المزيد من الصادرات المصرية إلى السوق الصينية، كما بحث الجانبان عدداً من الأفكار المطروحة لتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية في البلدين، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات الصينية في مصر، خصوصاً ضمن مشروع تنمية المجرى الملاحي لقناة السويس. وفي الشأن السياسي، أشار البيان إلى أن اللقاء تطرق إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، و «اتفق الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق والتشاور بين البلدين في إطار المنظمات والمحافل الدولية، فضلاً عن تعزيز التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب». ونقل البيان المصري عن الرئيس الصيني تأكيده أن بلاده «ترى آفاقاً واعدة لمصر في المستقبل». وثمّن «ما تشهده الشراكة الشاملة بين البلدين من تطور إيجابي، وتعزيز التواصل والتشاور بين الدولتين في المواضيع الإقليمية والدولية»، مؤكداً حرص بلاده على «مواصلة تطوير العلاقات المتميزة والوثيقة مع مصر في المجالات كافة». وبالمثل، أشاد السيسي ب «تطور علاقات الشراكة الشاملة بين البلدين، وتطلعه الى مواصلة تعزيز وتنمية التعاون الثنائي مع الصين على جميع الصعد والاستفادة من التجربة الصينية الرائدة في عدد من المجالات». كما استقبل السيسي أمس في مقر إقامته رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، بحضور وفدي البلدين، وتناول اللقاء «متابعة موقف المشاريع التنموية التي اتفق الجانبان على تنفيذها خلال الفترة الماضية، كما شهد تبادل الرؤى في عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، ومن بينها القضية الفلسطينية، وتطرق إلى تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وتطورات المفاوضات الخاصة بإصلاح وتوسيع مجلس الأمن». وأكد السيسي خلال اللقاء تطلع بلاده للبناء على «قوة الدفع الناتجة من هذه اللقاءات للوصول بالتعاون الثنائي إلى آفاق أرحب من التنسيق والتعاون المشترك في العديد من المجالات»، مشيراً إلى تطلع مصر ل «جذب مزيد من الاستثمارات اليابانية»، وأعرب عن اهتمام مصر بالاستفادة من خبرة اليابان في مجال التعليم، مشيراً إلى إمكانات التعاون بين البلدين في تنفيذ عدد من المشاريع التنموية في أفريقيا من خلال آلية التعاون الثلاثي بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية. من جانبه، أشاد رئيس الوزراء الياباني بقوة العلاقات بين البلدين ومتانتها والتعاون التنموي القائم، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة «ستشهد تنفيذ المشاريع التي تم الاتفاق عليها، خصوصاً في مجالات الطاقة والصحة والبنية التحتية». وأكد أهمية تعزيز التعاون الثقافي والعلمي والتكنولوجي بين مصر واليابان، ومواصلة دعم بلاده لمشروع إنشاء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى المتحف المصري الكبير الذي يعد رمزاً للتعاون الثقافي والحضاري بين البلدين، اذ أبدى الجانبان اهتماماً بافتتاح المرحلة الأولى من المتحف العام المقبل. والتقى السيسي صباح أمس أيضاً رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هاي، وتناول اللقاء متابعة موقف المشاريع التنموية التي اتفق الجانبان على تنفيذها، كما شهد تبادل الرؤى في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، اذ عرضت رئيسة كوريا الجنوبية تطورات الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، فيما أكد السيسي حرص مصر على أمن منطقة شرق آسيا واستقرارها، خصوصاً شبه الجزيرة الكورية، مؤكداً دعم مصر وتأييدها لكل الجهود التي تستهدف تسوية النزاعات في شبة الجزيرة الكورية من خلال الوسائل السلمية. كما بحث الرئيس المصري أيضاً مع نظيرة الأرجنتيني ماوريسيو ماكري «الارتقاء بعلاقات التعاون بين البلدين وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف».