أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي اليوم (الخميس) استمرار «عملية تطهيرية» في منطقة الكركارات على حدود الصحراء الغربية مع موريتانيا، بعد أن كانت الاممالمتحدة عبرت عن قلقها، متهمة الرباط و«بوليساريو» بانتهاك وقف اطلاق النار. وقال الخلفي، وهو أيضاً وزير الاتصال، عقب الاجتماع الحكومي الأسبوعي أمام وسائل إعلام إن «العملية التطهيرية تأتي لمواجهة ما تشهده المنطقة من مخاطر على الأمن، وانتشار عمليات التهريب، والاتجار في المخدرات، وكل أنواع الاتجار غير المشروع». واكد أن هذه العملية تمت «بتنسيق تام مع البعثة الأممية وفي احترام كامل للاتفاق العسكري رقم1» المتعلق بوقف اطلاق النار. وأوضح الخلفي أن هذه العملية «ستستمر وفق الأهداف المحددة لها بالتنسيق مع المينورسو (بعثة الاممالمتحدة لمراقبة وقف اطلاق النار الموقع العام 1991 بين بوليساريو والمغرب)». وتناقض تصريحات الوزير ما كشفته وثيقة أممية سرية الثلثاء من ان المغرب وجبهة «البوليساريو» انتهكا وقف اطلاق النار من خلال نشر عناصر مسلحة في منطقة قريبة من موريتانيا. ووفقا لهذه الوثيقة المؤرخة في 28 اب (اغسطس) وأرسلت إلى مجلس الأمن للاطلاع عليها، قام المغرب في الفترة بين 16 و25 آب (اغسطس) بعملية قدمت على أنها لمكافحة التهريب في منطقة الكركارات (جنوب الصحراء الغربية) وراء جدار الدفاع، وهو حاجز رملي مبني على مسافة قرابة 2500 كلم. واطلق المغرب العملية «من دون بلاغ مسبق لبعثة مينورسو التابعة للامم المتحدة، خلافاً لمقتضيات الاتفاق العسكري رقم واحد، وبدعم من عناصر امن مسلحين ينتمون إاى قوات الدرك الملكي المغربي»، بحسب الوثيقة. وردا على ذلك، احتجت جبهة «بوليساريو» التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية لدى الاممالمتحدة، وأعلنت الاحد عزمها «اتخاذ اجراءات» تتضمن نشر قوات. وتتهم «بوليساريو» الرباط ببناء «طريق اسفلتي» في المنطقة من اجل الحفاظ على وجود عسكري دائم. وأفادت الوثيقة أن «مينورسو» لاحظت وجود «نحو 32 عسكرياً مسلحاً من جبهة البوليساريو في منطقة الكركارات، داخل منطقة عازلة مجاورة لموريتانيا، في انتهاك لاتفاق وقف اطلاق النار». ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد المغرب وجبهة «بوليساريو» الى سحب جنودهما من هذه المنطقة لمنع اي تصعيد في التوتر. ويعتبر المغرب الصحراء الغربية جزءاً لا يتجزأ من اراضيه. وهو يقترح منح حكم ذاتي لسكانها تحت سيادته، بينما تطالب «بوليساريو» باستفتاء يحدد من خلاله سكان المنطقة مصيرهم.