اقتربت فصائل سورية معارضة 13 كيلومتراً من مدينة حماة بعد سيطرتها أمس على مدينة صوران الاستراتيجية، في وقت واصلت القوات النظامية الضغط لفرض «تسوية» على منطقتي معضمية الشام جنوب غربي دمشق وحي الوعر في حمص المحاصرتين، تشبه ما حصل في داريا من إخلاء لسكانها، بالتزامن مع أنباء عن تمشيط الجيش الحكومي داريا والاستيلاء على ممتلكات الأهالي وأثاثهم بعد إفراغ المدينة الواقعة قرب دمشق من سكانها قبل أيام، في وقت اعتبر مسؤول أميركي ادعاءَ موسكو قتلَ مهندس العمليات الخارجية في «داعش» والناطق باسمه أبو محمد العدناني في غارة على حلب، «نكتةً». وقال نشطاء معارضون وشبكة «الدرر الشامية» المعارضة أمس، إن «فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي سيطرت على عدة قرى هامة ومناطق جديدة كانت تخضع لسيطرة قوات النظام، بينها مدينة صوران» بين حماة وإدلب. من جهة أخرى، أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس ب «تمكن فصائل المعارضة من السيطرة على بلدة صوران، القريبة من بلدة طيبة الإمام، وبذلك توسع الفصائل سيطرتها في ريف حماة الشمالي الغربي خلال اليوم الثالث على التوالي من الاشتباكات المستمرة مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها، والتي نفذت خلالها الطائرات الحربية عشرات الغارات وسط قصف مكثف من قوات النظام على مناطق الاشتباكات». إلى ذلك، قال نشطاء معارضون في دمشق إن عناصر الجيش النظامي بدأوا «سرقة الأخضر واليابس من أثاث بيوت داريا ومحلاتها التجارية وتم نقلها إلى منطقة صحنايا المجاورة لداريا حيث أقيمت أسواق ضخمة عرضت فيها مسروقات وأثاث»، وذلك بعد إخلاء المدينة من المدنيين والمقاتلين بموجب تسوية فرضتها دمشق قبل أيام، في وقت سعت القوات النظامية إلى تكرار ذلك في كل من حي الوعر في حمص ومدينة معضمية الشام في ريف دمشق، قضت ب «خروج 300 مقاتل مع عائلاتهم كدفعة أولى من حي الوعر». وشدد رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أنس العبدة في رسالة إلى «المجموعة الدولية لدعم سورية»، على «حماية المدنيين في حي الوعر وضمان حقهم في البقاء ومنع تكرار سيناريو مدينة داريا التي هُجّر سكانها». وإذ ترددت أنباء عن هدنة في حي الوعر ليومين لإخلائه، أصدرت فصائل مقاتلة في ريف حمص بياناً قالت فيه إنها لن تسمح ب «إفراغ حي الوعر» وإن النظام «لن ينجح في الضغط على أهلنا المحاصرين في حي الوعر ضمن خطته الممنهجة في التغيير الديموغرافي». في واشنطن، قال مسؤولون أميركيون إن مزاعم روسيا بأنها قتلت المتحدث باسم «داعش» طه صبحي فلاحة (أبو محمد العدناني) «نكتة»، وإن الغارة التي قتل فيها نفذتها طائرة أميركية من دون طيار بعدما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن ضربات جوية روسية قتلت العدناني مع 40 متشدداً آخرين في معراتة أم حوش في محافظة حلب. وأفاد ناطق عسكري أميركي عند سؤاله عن مزاعم موسكو بشان العدناني: «هذه نكتة (..) كانت ستكون مضحكة لولا طبيعة الحملة التي تشنها روسيا في سورية»، بينما قال مسؤول أميركي آخر إن الغارة شنتها طائرة أميركية من دون طيار أطلقت صاروخ هيلفاير على سيارة يعتقد أن العدناني كان فيها. وكان «داعش» تعرض لضربة جديدة موجعة بعد مقتل العدناني، الذي يعد أحد أهم مهندسي هجمات التنظيم في الغرب، في خسارة تضاف إلى إخفاقات ميدانية عدة مني بها في سورية. ووصف الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بيتر كوك، العدناني بأنه «المهندس الرئيسي» لهجمات «داعش» في الغرب، كما أنه «نسق تحرك مقاتلي داعش في العراق والشام وشجع مباشرة أفراداً على شن هجمات على مدنيين وأعضاء في الجيش، ونشط في تجنيد أعضاء جدد» للتنظيم.